رسالة ولاية الخرطوم

⭕ مسارب الضي | د. محمد تبيدي 🔴 بروفيسور كامل إدريس… حكومة الأمل المدنية سفينة النجاة في بحر التيه والشتات

⭕ مسارب الضي | د. محمد تبيدي
🔴 بروفيسور كامل إدريس… حكومة الأمل المدنية سفينة النجاة في بحر التيه والشتات

في زمنٍ ضاق فيه صدر الوطن، وازدادت فيه الجراح عمقاً واتساعاً ، أطلَّ بروفيسور كامل إدريس، رئيس وزراء السودان الانتقالي، بخطابٍ رصين، جمع بين عقل الدولة ووجدان الأمة، مترسماً خطى الإصلاح، حاملاً في يده مشعل الأمل، وفي قلبه عهد الوفاء.

لم يكن الخطاب عابراً، ولا الوعد ضبابياً، بل كان خارطة خلاص، ووثيقة عهد، وميثاق صدق، نُسجت كلماته بخيوط الحكمة، وسُقيت معانيه من معين التجربة، وارتوت جمله من بلاغة البيان.

خمس علل… وخمس نُدَب… على جسد الوطن
ذكر بروف إدريس كلمته بتشخيصٍ دقيق لأدواء الوطن، محدداً خمسة أسبابٍ أساسية أدت إلى الانهيار، كأنما شخّص الجرح ليصف الدواء:
1. انعدام الكفاءة في التوظيف: حين غاب معيار “الرجل المناسب في المكان المناسب”، حلت الفوضى محل النظام، وتقدّم غير الأكفاء صفوف القيادة، فانقلبت المناصب إلى مغانم، والمهام إلى محن.
2. ضعف الإدارة وغياب القيادة الرشيدة: فغدت الدولة كالسفينة بلا ربّان، تلاطمها أمواج الفوضى، وتنهشها مخالب الانقسام.
3. غياب التنمية المتوازنة، وتجاهل العدالة في توزيع الثروات والسلطة: فتمركزت الموارد، وتهمّشت الأقاليم، وتحوّل الوطن إلى فسيفساء من الغبن والاحتقان.
4. الفساد المستشري بأنواعه وأشكاله: فسادٌ إداري ومالي، سياسي وأخلاقي، تسلّل كالسم في جسد الدولة، فأفسد نياتها، وأهدر طاقاتها.
5. رفض الآخر وتعطيل ثقافة التعايش: بسبب الطائفية، والحزبية، والقبلية، والجهوية، والدينية، حتى تَمزّق النسيج الاجتماعي، وتناحرت المكونات الوطنية.

حكومة الأمل: الميثاق الجديد… والرؤية المجيدة
ولأن التشخيص لا يكتمل إلا بالدواء، أعلن إدريس عن ميلاد حكومة الأمل المدنية، حكومة لا تؤمن بالشعارات الجوفاء، بل تسير على نهجٍ علميّ، وتُدار بقيادة مهنية، وتُحكم بضمير حيّ.

شعارها: الأمل
رسالتها: تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الرغيد لكافة أبناء السودان دون تمييز أو تفضيل.
رؤيتها: أن يرتقي السودان إلى مصاف الدول المتقدمة، متمسكاً بقيم:
– الصدق، الذي لا يعرف الالتواء
– الأمانة، التي تحفظ الحقوق وتصون الأرواح
– العدل، الذي يرفع الظلم ويدعم التوازن
– الشفافية، التي تضيء دهاليز القرار
– التسامح، الذي يعيد اللحمة بعد الشتات

قيادة تستنير بالعقل وتتزين بالخُلق
أكد إدريس أن حكومة الأمل ستُدار بأسلوب إداري قيادي راشد، يجمع بين العلم والتجربة، والخلق والمروءة، ويعتمد على خطة استراتيجية محكمة، ذات معايير قياس وضوابط دقيقة، تضمن الانتقال من ثقافة التبرير إلى ثقافة التغيير، ومن منهج التسويف إلى عهد التنفيذ.

بين الزهد والإنتاج… والتكنوقراط بلا انتماء
حكومة الأمل، كما أرادها إدريس، ستمزج بين الزهد في ذاتها، والهمة في خدمة غيرها، فلا تسرف في الوعود، ولا تبرر التقصير، بل تؤمن بأن الرفاه لا يُؤتى بالأماني، بل يُنتزع بالصدق والعمل.

وستضم في هيكلها نخبة من التكنوقراط الوطنيين، من غير أصحاب الولاءات الضيقة، يُمثلون صوت الأغلبية الصامتة، ويقفون على مسافة واحدة من الجميع، شعارهم: “الحق فوق الحزب، والوطن فوق الجميع”.

قال إدريس وهو يرفع صوته بنبرة العزم والرجاء “نحن لا نعد بمعجزات، بل نعد بمسؤولية، ولن نقول ما لا نفعل، بل سنفعل قبل أن نقول، وسنُقيم دولة القانون، ونُعلي شأن الإنسان، ونرسي دعائم السلام، ونُعيد للوطن مجده وكرامته.”
وهكذا، تبدأ رحلة السودان الجديدة على متن سفينة الأمل، بقيادة رجل من طرازٍ فريد، يؤمن أن الكلمة أمانة، والقرار مسؤولية، وأن من صدق الله وصدق شعبه، صدقته الأيام ولو طال السفر.
في الختام:

قال إدريس في ختام خطابه:
“لن نقول للناس ما لا نفعل، ولن نرفع شعاراً إلا إذا التزمنا بمدلوله. هذه حكومة لا تتزين بالكلمات، بل تتوضأ بالنية وتعمل بالأمانة… حكومة الأمل هي عهد جديد، لا مكان فيه للفساد، ولا مجال فيه للظلم، ولا صوت فيه إلا لنداء الوطن.”

وهكذا، تبدأ صفحة جديدة في تاريخ السودان، بقيادة رجل يرى في نفسه خادماً لا حاكماً، وفي شعبه شريكاً لا تابعاً، وفي الوطن أمانة لا غنيمة.

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

زر الذهاب إلى الأعلى