⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية
🔺رسالة ولاية الجزيرة
🔴 في ود الأبيض… وقفة وفاء وبوابة عهد جديد الجزيرة تحتفي بتضحيات الشهداء وواليها يجدد العهد لأسرهم
مدني – سلمى حسين
في مشهد امتزج فيه الحزن بالفخر، قدّم والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، صباح اليوم، واجب العزاء في الشهيد البطل صديق الشريف عبد الله، الذي ارتقى في ميادين الشرف دفاعاً عن تراب الوطن، وذلك خلال زيارته إلى مسيد الشريف عبد الله بقرية ود الأبيض بمحلية أم القرى، برفقة أعضاء لجنة أمن الولاية والوزير المفوض لوزارة التخطيط العمراني.
وفي كلمته التي لامست مشاعر الحضور، أشاد الوالي بمواقف الشهيد وبسالته، قائلاً: “إن صديق الشريف لم يكن مجرّد فرد في ساحة المعركة، بل كان عنواناً للفداء، ورمزاً للعزة والكرامة، وتلك الدماء الطاهرة لن تذهب سُدى، بل ستكون مشاعل تضيء طريق الحرية والانتصار”.
وأكد سيادته أنّ القوات المسلحة تظلّ هي الدرع الحصين وصمام الأمان في وجه كلّ معتدٍ وطامع، مشدداً على أنّ حكومة الولاية تقف موقف الوفاء تجاه أسر الشهداء، وتضع دعمهم ورعايتهم في سلّم أولوياتها.
وفي خضم حديثه، نوّه الوالي إلى أن حكومة الولاية لا تميز بين المواطنين، وتسعى جاهدة لتوسيع مظلة الخدمات وإعادة ما دمرته الحرب، بتنسيق وثيق مع الجهات الرسمية ومكونات المجتمع المحلي، قائلاً: “نحن على العهد ماضون، وبالإرادة الجماعية نُعيد البناء حيث هدّمت الحرب، ونزرع الأمل في تربة الألم”.
من جهته، ثمّن الشريف يوسف الشريف عبد الله ود الأبيض تضحيات القوات المسلحة وصمود المقاومة الشعبية، التي كانت – على حد قوله – “اليد التي كتبت النصر على جبين ولاية الجزيرة”. وأشاد بجهود حكومة الولاية في إعادة الخدمات رغم ضراوة التحديات.
وفي السياق ذاته، أعلن اللواء ركن (م) عبد الله الطريفي، رئيس المقاومة الشعبية، مواصلة العمل في ملف المصالحات المجتمعية، داعياً إلى ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش، قائلاً: “نحن أبناء وطن واحد، دماؤنا امتزجت في الميدان، فلنجعل من المصالحة عنواناً لمرحلة ما بعد الحرب”.
ودعا العميد الركن هيثم محمد عبد الله، ممثل قائد الفرقة الأولى مشاة، شباب المنطقة للالتحاق بصفوف القوات المسلحة، مؤكداً أن “النصر لم يكن ليكتمل لولا هذا التلاحم الأسطوري بين الجيش والشعب”.
من جهته، أكّد العميد شرطة يوسف العوض عبد الرحمن، مدير شرطة الولاية بالإنابة، أن الأجهزة النظامية منتشرة في جميع المحليات، وتواصل عملها في تثبيت الأمن وفرض هيبة الدولة.
كما أوضح العقيد أمن عبد العزيز ضو البيت، مدير جهاز المخابرات العامة بالإنابة، أن التنسيق المشترك مع بقية الأجهزة النظامية أفضى إلى تأمين شامل لمداخل ومخارج الولاية، وترسيخ الوجود الأمني في المواقع الاستراتيجية.
زيارة والي الجزيرة لأسرة الشهيد لم تكن مجرّد بروتوكول رسمي، بل كانت رسالة مضمخة بالوفاء والالتزام، أن دماء الشهداء أمانة في أعناق الدولة والمجتمع. هي لحظة استذكار وتقدير، وفي الوقت ذاته، بوابة نحو عهد جديد، تتعانق فيه التضحيات مع التنمية، ويُرسم فيه الوطن بلون الصبر والانتصار.
