
الدكتور محمد تبيدي يكتب عصا العقوبات وبيادق التواطؤ: من يُعاقب السودان ويُكافأ الباطل؟
شبكة مسارب الضي الإخبارية
في زمنٍ اختلطت فيه الحقائق بالخداع، يقف السودان اليوم على مفترق طرق تتقاطع فيه الجبهات، وتتعدد فيه الوجوه خلف الأقنعة. فبينما تصدح منابر العالم بمزاعم الحياد وحقوق الإنسان، تمسك بعض الدول بخيوط اللعبة؛ تُحرّك مليشيا آل دقلو المتمردة، وتُشعل الحرائق، ثم تُلقي باللوم على الضحية.
هكذا عبّر وزير الإعلام السوداني، خالد الإعيسر، حين أزاح الستار عن مشهدٍ خطير من مشاهد التآمر الدولي والتواطؤ الأمريكي الإماراتي في حرب السودان. كشف عن “كيمياء الموت” وصمت العالم، قائلًا: “ليست أسطورةً ولا شائعة”، بل حقيقة تُخزَّن في “الصالحة” غرب أم درمان؛ حيث توجد أسلحة كيميائية أمريكية الصنع في حوزة مليشيا الدعم السريع، ذراع الخراب الممولة من دولة الإمارات، والمُوجَّهة بأصابع غير خفية من واشنطن.
هذه الأسلحة ليست فقط دليلاً على الدعم العسكري الممنهج، بل وصمة عار أخلاقية تطعن في قلب ما تبقى من مصداقية المجتمع الدولي.
كأنما تحوَّل المجتمع الدولي إلى مرايا مقعّرة؛ تُكبّر ذنب الجيش السوداني، وتُصغّر جرائم المتمردين. يُسلَّط سيف العقوبات على قيادة القوات المسلحة بحجة حماية المدنيين، بينما تُترك المليشيات تعبث بالوطن، وتحرق المدن، وتنهب، وتغتصب، وتُخزّن أسلحة الدمار الشامل على مرأى ومسمع من العالم.
في هذه التراجيديا الدولية، تُورّى الحقيقة وتُستعار العدالة. تُفرض العقوبات على السودان وقائده، لا حمايةً للمدنيين كما يُزعم، بل للتغطية على مشاركة واشنطن غير المعلنة في الصراع، ولإخفاء الأسلحة التي تتحدث عنها الوثائق والمعلومات الاستخبارية المتداولة في كواليس صنع القرار.
اتهم الوزير الغرب بازدواجية صارخة: “حين تُرتكب الفظائع بحق شعبنا، يصمت المجتمع الدولي كأنّ الخراب لا يُرى، وحين يُدافع جيشنا عن السيادة، يُهدَّد بالعقوبات والمقاطعة”. وما كان هذا إلا صدىً لحقيقة مؤلمة: ما يُكافَأ عليه الخارجون عن القانون والمتمردون في السودان، يُعاقَب عليه حُماة الأرض والعرض.
ومع كل هذا التضييق والضغط، الجيش السوداني لن يُهزم، والوطن لن يُسلب. فكل محاولة لشيطنة القوات المسلحة، أو تمرير الدعم لمليشيا آل دقلو الإرهابية تحت طاولة “دويلة الشر”، ستتحطم على صخرة الوعي الوطني المتصاعد، والإرادة الشعبية الرافضة لأن يُباع السودان.
وسيظل بنوه درعًا يطوقه.
إذا كانت العقوبات سيفًا مُغلفًا بورق الدبلوماسية، فإن الحقيقة سِنانٌ لا يُكسر.
وإذا كان العالم يضع يده على عينيه كي لا يرى ما يحدث في السودان، وبشاعة ما تفعله مليشيا آل دقلو الإرهابية، فنحن سنفتح العيون، ونكشف المستور، ونقول للعالم: هذه هي الحقيقة.
ومن يكذب اليوم، سيفتضح غدًا.
فليس كل صمتٍ حكمة،
ولا كل عقوبة عدالة،
ولا كل تحالف شرعيًا…
ولا يوجد في السودان متسعٌ للخيانة،
ولا طريق لهزيمة جيشنا الوطني.
في السودان، جيش يعرف معنى الوطنية،
وقد التفّ حوله شباب المقاومة الشعبية، والمستنفرون، وفيالق، ولواءات، وكتائب مجاهدين وطنيين.
وستظل القوات المشتركة سمًّا يقضي على الجنجويد المأجورين.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة.