أعمدة الرأي

⭕ مسارب الضي د.محمد تبيدي 🛑 متحرك الصياد يفك حصار الدلنج

⭕ مسارب الضي
د.محمد تبيدي
🛑 *متحرك الصياد يفك حصار الدلنج*

في بزوغ فجر النصر، وتفجّر فجر الحرية، نجح متحرك «الصياد» في فك الحصار الجائر عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، كاسراً قيد القهر ومحرراً الطريق الرابط بين الدلنج والدبيبات. وجاء هذا الانتصار بعد صمود صلب ويقظة يقظة، حيث التقى الدم بالدم، والتقى الجهد بالجهاد، ليرسم مشهداً متألقاً في سجل التاريخ.

*انطلاقةٌ صاعقةٌ، وانتهاءٌ ساحقٌ*
شهدت منطقة السماسم الاشتباك التاريخي الذي جمع متحرك الصياد بجيش كادقلي واللواء 54 هجانة. كان المشهد الاتحام مزيجاً من فِطنَة القائد وبأس الجنود، إذ توزعت الصفوف وتتابعت البسائط، فكانت القوة في الوحدة، والوحدة في القوة.

– *الكرقل وكولي، كيقا وحجر الجواد:* عناوين تحرير وحناجر احتفاء.
– *كركراية والسماسم، فقوسة وكلندي:* محطات انكسار للحصار وحفر لآفاق الأمل.
– *الدشول والتقاطع، كيقا والكويك:* جسرٌ عبر الجراح إلى برّ الأمان.
– *برنو وصولًا إلى كادقلي:* مشهدٌ اختُتم بحضور المجد، وتوّج بالتمكين.

في هذا المسار، اقتُطعت خطوط الإمداد عن العدو، وانقطع لسان الخوف، فتعالت أصوات الفرح والفرح يعلو على الصوت. كان الرجال كالجبال، لا تنحني الريح أمام صلابتهم، ولا تنثني العزائم عن مواصلة السير. والمرأة مثل الشمس، تنير الطريق بالثبات، وتدفئ القلوب بالإيمان.

هذه العملية الاستراتيجية لم تكن مجرد تحركٍ عسكريٍّ بحت، بل كانت رسالة واضحة، السلاح والسلام وجهان لعملة واحدة، والقوة والرحمة توأمان في درب التحرير. وإن كانت العداون قد ظنّوا أن القيد سيطول، فقد فوجئوا بسطوة الإرادة، وبرصانة القرار، فانهارت معاقلهم كأبنية الرمال أمام أمواج العزم.

في ختام اليوم المشهود، تأبى الألسن إلا أن تشهد بأن التاريخ لا يُكتب بالطغيان، بل يُنسَج بخيوط التضحية والوفاء. وقد سجل هذا اليوم بيومٍ لا يزول من ذاكرة الدلنج وكادقلي، معلناً فجراً جديداً يتوشّح بالأمل، وشمسًا لا تغيب عن سماء المنطقة.

النصر الحازم والسلام المآمون… ثمرةُ الجهاد وبريقُ الرجاء.

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى