أعمدة الرأي

الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي يصدر بيانا

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي

رئاسة الحزب – المكتب السياسي
التاريخ: 5 مايو 2025

قال تعالى: “هذا بيانٌ للناس وهدىً وموعظة للمتقين” — صدق الله العظيم.

بيان سياسي حول التصعيد المستمر من قبل ميليشيا الدعم السريع والدور الإماراتي المشبوه

يدين الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي، بأشد عبارات الشجب والاستنكار، ما تقوم به ميليشيا الدعم السريع من اعتداءات متكررة على المدن الآمنة والمناطق المدنية، عبر استخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، في سلوك لا ينتمي إلى العمل السياسي أو العسكري المسؤول، بل ينتمي إلى الإرهاب المنظم الذي يستهدف أمن الوطن ووحدته واستقراره.

إن هذا النهج العدواني الذي تتبناه الميليشيا يعكس إفلاسها السياسي، ويؤكد أنها لا تمتلك مشروعاً وطنياً، بل تسعى إلى تخريب الدولة السودانية ومقدراتها، وضرب مؤسساتها وبنيتها التحتية. وهو ما يشكّل اعتداءً مباشراً على الشعب السوداني وعلى السيادة الوطنية.

وقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً، تمثّل في استهداف العاصمة الخرطوم ،أمدرمان  ،مدينة ود مدني ومدن أخرى في ولاية الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر، عبر ضربات جوية بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، وتدمير البنية التحتية للمشافي والمدارس والأسواق. كما تواصلت الاعتداءات على مدينة سنار ومدينة ربك، في محاولات يائسة لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار في المناطق التي ظلت آمنة نسبياً.

ويؤكد الاتحاد أن ميليشيا الدعم السريع، بقدراتها المعروفة، لا تمتلك الوسائل التقنية واللوجستية لتسيير هذا النوع من الطائرات المسيّرة المتقدمة، مما يدلّ بوضوح على وجود دعم خارجي مفضوح. وقد ظلت الحكومة السودانية، على مدى الأشهر الماضية، تشير إلى تورّط دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لهذه الجماعة المتمرّدة، دون أن تبادر الأخيرة بأي نفي رسمي أو توضيح دبلوماسي، رغم دعوة الحكومة السودانية المتكرّرة لذلك.

ومع تفاقم هذه التدخلات، يدعو الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع أي دولة تقدّم دعماً مباشراً أو غير مباشر لميليشيا الدعم السريع، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تعد تُخفي انحيازها عبر تحركاتها ومواقفها.

ونذكّر أن للإمارات استثمارات ضخمة في السودان، تشمل حصصاً مؤثرة في شركة كنانة للسكر (تبلغ نحو 42%)، إضافة إلى مساهمات كبيرة في قطاع الاتصالات والمصارف والعقارات. لكننا نؤكد أن الأمن الوطني لا يُساوَم بالمصالح الاقتصادية، وأن السيادة فوق كل اعتبار.

إننا في الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي، ومن موقعنا الوطني والسياسي، نعلن تأييدنا الكامل لأي خطوة تتخذها الدولة السودانية تجاه إعادة تقييم العلاقة مع دولة الإمارات، وندعو لاتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة تجاه كل من يعبث بأمن البلاد، ويدعم الفوضى تحت مسمى الشراكة أو الاستثمار.

وإننا نضع هذا الموقف في إطار مسؤوليتنا الوطنية، وحرصنا على أن يكون السودان دولة مستقلة القرار، عصيّة على الابتزاز أو الهيمنة أو الوصاية.

عاش السودان حراً مستقلاً،
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

صادر عن:
الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي
رئيس الحزب بالإنابة د. ابوبكر يعقوب هارون 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى