عام

السفير علي يوسف.. وداعٌ على ضوء الوفاء

 


السفير علي يوسف.. وداعٌ على ضوء الوفاء

شبكة مسارب الضي الإخبارية

تقرير: د. محمد تبيدي

“أترجل اليوم وأنا راضٍ عما قدمت من أجل بلادي العزيزة، وسأظل جنديًا وفيًا لوطني”
بهذه العبارة المؤثرة ودّع السفير الدكتور علي يوسف أحمد الشريف، أحد أبرز الدبلوماسيين السودانيين، منصبه الرسمي، مودّعًا مسيرة طويلة ترك فيها بصمة واضحة في مسار السياسة الخارجية للبلاد، في ظل تحديات بالغة التعقيد أفرزتها الأزمة الوطنية الراهنة.

النشأة والتعليم
ولد د. علي يوسف الشريف في السودان، وتلقى تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم، حيث حصل على درجة البكالوريوس عام 1972. واصل مشواره الأكاديمي في تشيكوسلوفاكيا، ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة تشارلز بالعاصمة براغ عام 1988.
بداية المسار الدبلوماسي

التحق بوزارة الخارجية السودانية عام 1973، وتدرّج خلال أربعة عقود في مختلف إداراتها، خاض خلالها تجارب دبلوماسية متميزة في بعثات السودان الخارجية، من بينها تونس، السعودية، اليمن، وكينيا.

محطات بارزة في مسيرته

في الفترة ما بين 1993 و1998، شغل الشريف منصب سفير السودان لدى جمهورية الصين الشعبية، ثم مثّل بلاده سفيرًا لدى الاتحاد الأوروبي ومملكة بلجيكا بين عامي 2001 و2006. وقد كان حضوره لافتًا في المحافل الدولية، وأسهم في تعزيز العلاقات الثنائية على أكثر من صعيد.

على رأس الخارجية

عُيّن د. علي يوسف وزيرًا للخارجية في نوفمبر 2024، خلفًا للسفير حسين عوض، بموجب قرار صادر من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في فترة شهدت تصاعد الحرب الداخلية بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023، وانتقال مؤسسات الحكم إلى مدينة بورتسودان.

أزمات واستجابات

واجه الشريف تحديات جسيمة فرضتها ظروف الحرب، وكانت مهمته صعبة في الحفاظ على علاقات السودان الخارجية وسط ظروف استثنائية. وقد أثار جدلاً كبيرًا حين دافع عن الاتفاق الذي أبرمه نظام الرئيس المعزول عمر البشير عام 2017، بشأن إقامة قاعدة بحرية روسية في بورتسودان، مؤكدًا أنه لا مانع من منح قواعد لدول أجنبية على السواحل السودانية، ما قوبل بردود أفعال متباينة محليًا وإقليميًا.

الإعفاء والرحيل

في 18 أبريل 2025، صدر قرار بإعفائه من منصبه بعد أقل من ستة أشهر من تعيينه، دون صدور بيان رسمي يوضح الأسباب. وقد غادر مقر عمله مساء الخميس، مودّعًا زملاءه بكلمة مؤثرة قال فيها:
“أترجل اليوم وأنا راضٍ عما قدمت من أجل بلادي العزيزة، وسأظل جنديًا وفيًا لوطني.”

يُختتم مشوار السفير د. علي يوسف بمزيج من الخبرة الرفيعة، والقرارات الجريئة في زمن الأزمات، ليُعد نموذجًا حيًا لدراسة أثر الاضطرابات الداخلية على مسارات السياسة الخارجية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى