أعمدة الرأي

هالة خلف الله تكتب : “قطر والسودان… إخاءٌ يُجسد معاني الأخوّة الصادقة”

 

شبكة مسارب الضي الإخبارية

رغم صِغر مساحتها الجغرافية، تبرز دولة قطر اليوم كأحد النماذج الأكثر تأثيرًا في العالم العربي والإسلامي، من خلال دبلوماسيتها الهادئة، ومواقفها الثابتة، واستثماراتها في الإنسان قبل البُنيان. فقد استطاعت هذه الدولة الخليجية أن تفرض حضورها في السياسة الإقليمية، والعمل الإنساني، والتعليم، والاقتصاد، عبر مشاريع تنموية واستراتيجية شاملة.

تميزت قطر برؤية استباقية في بناء مؤسساتها، وتوجيه ثرواتها نحو مشاريع نهضوية محلية وعالمية، مما منحها احترامًا متزايدًا في المحافل الدولية. كما أن مواقفها في نصرة القضايا العادلة، كالقضية الفلسطينية، ودعم الشعوب المنكوبة مثل السودان وسوريا واليمن، جسدت بُعدًا أخلاقيًا نادرًا في العلاقات الدولية.

ومع قيادة شابة طموحة يمثلها سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، تواصل قطر رسم معالم مستقبل مزدهر، يجعل من الإنسانية والعدالة والتقدم ركائز أساسية لسياستها.

قطر ليست مجرد دولة، بل فكرة تُختصر في قيم العطاء، والسيادة، والاستقلال.

وسعدت جدا بمشاركتي في قيادة مبادرة “شكرًا قطر، حكومةً وشعبًا”، تحت مظلة منظمة جسور الإنسانية وتآلف الشعوب العالمية، ونسعى من خلالها لتعزيز العلاقات بين الشعبين السوداني والقطري، تحت شعار: “قطر والسودان… إخاء ومحبة”.

إن هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو واقع ملموس، تجسد في مواقف الأشقاء القطريين الذين بادروا منذ اللحظة الأولى لمحنة السودان، فكانت أولى الطائرات الإغاثية التي وصلت إلينا قطرية، محملة بالمساعدات الغذائية والصحية. ولم تقتصر الجهود على زمن الحرب، بل سبقتها مواقف إنسانية نبيلة، أبرزها زيارة الشيخة موزة للسودان، ودعمها للمدارس ومراكز التعليم، ومرافق الصحة، إيمانًا منها بأهمية التنمية البشرية.

الشعب السوداني بطبعه لا ينسى من وقف معه، ولا ينسى من مد له يد العون في شدته، لذا جاءت هذه المبادرة وفاءً وعرفانًا. وكان من أوفى الداعمين لها الدكتور الباقر عبد القيوم، رئيس المبادرة، الذي لم يتوانَ عن الوقوف بجانبنا رغم مشاغله. كما تجلت مواقف قطر النبيلة في وقفة الدكتورة لولوة الخاطر، التي علا صوتها دفاعًا عن السودان في المحافل، في وقت صمت فيه الآخرون. وتوالت بعدها الجسور الإغاثية، كان آخرها ما أتى به وفد برئاسة الأستاذة مريم المسند، والتي بعثت الطمأنينة في نفوس السودانيين داخل وخارج مراكز الإيواء.

كل هذه الجهود تجسد توجهات القيادة القطرية الرشيدة، وتأكيدها على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وقد انعكس ذلك جليًا في تحركات سفير قطر داخل مراكز الإيواء، والتي أكدت على أواصر الإخاء الصادقة.

حفظ الله السودان وشعبه، وأزال عنه الغمة والكرب، وحفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا. كلنا قطر، وكلنا تميم المجد. شكرًا قطر… حكومةً وشعبًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى