عام

⭕ توتي تحت الحصار ويحفها الموت من كل جانب فهل من معين:-

مصدر طبي: مائة مريض توفوا في جزيرة توتي منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في يوم 15 أبريل/ نيسان 2023م، بسبب غياب الرعاية الصحية وانعدام الأدوية المنقذة للحياة. ويمثل الرشيد بحسب مصدر طبي، واحد من نحو مائة مريض توفوا في جزيرة توتي منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في يوم 15 أبريل/ نيسان 2023م، بسبب غياب الرعاية الصحية وانعدام الأدوية المنقذة للحياة خاصة للمصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدعم، فالجزيرة تعيش تحت وضع أشبه بالحصار الكامل نتيجة المعارك العسكرية. تقع جزيرة توتي في قلب العاصمة السودانية عند ملتقى النيلين (الأزرق والأبيض) وتحيطها المياه من كل جانب، وتبلغ مساحتها 990 كلم، ويسكنها حوالي 20 ألف نسمة، ونتيجة الحرب نزح معظم مواطنيها، لكن ما يزال نحو 7 آلاف شخص عالقين بها، وفق عضو غرفة طوارئ توتي (جمعية طوعية) محمد عبد الله والذي تحدث لـ(عاين). يقول عبد الله: إن “الجسر الوحيد المؤدي إلى الجزيرة ما زال مغلقاً من قبل قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة. يوجد مركز صحي وحيد في الجزيرة، لكنه خال من الأدوية والأطباء الذين اضطروا للفرار، ويديره حالياً طبيبة امتياز ومعها مسعفون متطوعون يقدمون فقط رعاية صحية أولية محدودة”. تحيط المعارك العسكرية بجزيرة توتي، ويحدها من الجنوب القصر الرئاسي وقيادة الجيش في الخرطوم، ويفصلها نهر النيل الأبيض عن مقر الإذاعة السودانية في الاتجاه الغربي عند مدينة أمدرمان، كما تجاورها قاعدة حربية لقوات الدعم السريع في الجزء الشمالي الشرقي بمدينة بحري وتحيط المعارك العسكرية بجزيرة توتي من كل الاتجاهات، إذ يحدها من الجنوب القصر الرئاسي وقيادة الجيش في الخرطوم، ويفصلها نهر النيل الأبيض عن مقر الإذاعة السودانية في الاتجاه الغربي عند مدينة أمدرمان، كما تجاورها قاعدة حربية لقوات الدعم السريع في الجزء الشمالي الشرقي بمدينة بحري، وجميعها مواقع ملتهبة بالعمليات القتالية. طوق نجاة تنتهي رحلات مرضى جزيرة توتي عند المركز الصحي الوحيد هناك، فلم يتبق أي مستشفى يعمل بالقرب منهم بعد أن توقفت جميعها نتيجة الصراع المسلح، وتحول بعضها إلى ثكنات عسكرية، وهم يتشبثون به كطوق نجاة، رغم قلة الإمكانيات وشح الدواء في مشاهد مأساوية تروي الدكتورة “انتصار الأمين” بعضاً من فصولها المأساوية خلال مقابلة مع (عاين). تقول الأمين وهي طبيبة امتياز تدير وحدها المركز الصحي في جزيرة توتي إن “أكثر من مائة مريض توفوا خلال الفترة التي أعقبت نشوب الحرب نتيجة صدمات السكري وبسبب ضغط الدم، فهناك نقص دائم في الأدوية المنقذة للحياة وعلاجات الأمراض المزمنة مثل الأنسولين، فهي سريعة النفاد نظراً لاستهلاكها المستمر والدائم”. سكان محاصرون بجزيرة توتي فيما يشير عضو غرفة الطوارئ في جزيرة توتي محمد عبد الله أن لجنته أحصت 98 شخصاً توفوا في الجزيرة خلال الفترة من 17 أبريل/ نيسان 2023 وحتى ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه نتيجة لعدم تمكنهم من الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة، وأن غالبية الضحايا هم من مرضى السكري وضغط الدم، ومن بينهم أطفال كذلك. وتعرب الطبيبة “انتصار الأمين” عن حزنها الشديد لموت المرضى في ساحة المركز الطبي وهي قليلة الحلية مع نقص الأدوية والمعينات الطبية المختلفة، رغم تفانيها في مساعدة الجميع على النجاة. “هناك العديد من الأطفال توفوا بسبب لدغات العقارب والثعابين حيث تنعدم الأمصال بجزيرة توتي. أيضا مات بعضهم نتيجة تشنجات لعدم توفر الأدوية، إذ توجد بعض الحالات يلزمها علاج دائم مدى الحياة، لكنها اضطرت لتوقف قسري عنه، فالوضع الصحي في توتي كارثي بحاجة إلى تدخل”. تضيف الأمين. سرادق كبير تواصل الأمراض المزمنة في حصد سكان جزيرة توتي لدرجة تحولت معها المنطقة إلى سرادق كبير لتبادل التعازي، بينما تقل فرص النجاة في ظل إغلاق الجسر الوحيد المؤدي إلى الجزيرة، فمحاولة الخروج عبر القوارب النيلية تنضوي عليها مخاطر كبيرة لكونها هدفاً للأطراف العسكرية المتحاربة، بحسب عمرو حسن الذي تحدث مع (عاين). يروي عمرو حسن، وهو من السكان العالقين في توتي، بأسى قصة خاله “عبد الوهاب الرشيد” المصاب بمرض “الأزمة” والذي توفي بالجزيرة نتيجة انقطاع الأوكسجين، بعد أن فشلوا في إنقاذه فالجسر الوحيد مغلق، أما القوارب فستكون بمثابة مغامرة ربما تقود جميع أفراد العائلة إلى الهلاك. “كان الظلام حالك إثر انقطاع التيار الكهربائي في جزيرة توتي لأكثر من خمسة أشهر متواصلة، والمدافع تدوي بشدة ساعتها كان عبد الوهاب يلتقط أنفاسه بصعوبة، ولم يمض طويلا سلم روحه إلى بارئها عند ساحة المركز الطبي” يقول عمرو. ويرتفع مستوى الحزن عند عمرو حسن بعد أن يتذكر العشرات من أقاربه ومعارفه في جزيرة توتي ماتوا بسبب نقص الرعاية الصحية وشح الأدوية، ويقول “امتلأت مقابر الأطفال، ولم يتبق بها أي مساحة تتسع لمواراة جثامين جديدة، في حين نواجه حصاراً محكماً ويتم تقييد حركتنا، بينما تحولت الجزيرة إلى سرادق كبير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى