أعمدة الرأي

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – فيلق البراء بن مالك: مصباح المقاومة في زمن التزييف – حديث العقل – عبد البديع المكابرابي

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – فيلق البراء بن مالك: مصباح المقاومة في زمن التزييف – حديث العقل – عبد البديع المكابرابي

في زمنٍ اختلطت فيه الأوراق، وتكاثرت السهام على ظهور المدافعين عن الوطن، يتجلى نجم فيلق البراء بن مالك كرمز للفداء والبسالة، وشعلةٍ تضيء درب المظلومين والمستضعفين. أصبح من المألوف أن نرى هجومًا شرسًا ومنظمًا من أطراف بعينها، من القحاتة الذين يحاولون ركوب موجة المدنية الزائفة، ومن الدعامة الذين باعوا ذممهم لمن يدفع، على هذا الفيلق الذي لا سلاح له إلا الشجاعة، ولا هدف له إلا الذود عن شرف الوطن وكرامة أبنائه.

فيلق البراء بن مالك، الذي كان في الأصل لواءً ضمن تشكيلات الدعم والمساندة للجيش السوداني، تمّت ترقيته بجدارة إلى “فيلق” بفضل إنجازاته الميدانية الاستثنائية، ووقوفه سدًا منيعًا في وجه موجات التخريب والانتهاكات والسقوط الأخلاقي.

لقد سطر هذا الفيلق ملاحم بطولية إلى جانب القوات المسلحة السودانية، حيث شارك في تحرير العاصمة الخرطوم من قبضة المليشيات، واستعاد السيطرة على العديد من القرى والمناطق الاستراتيجية في ولايات متعددة. أصبح رمزًا للرعب في نفوس الدعامة الذين يفرّون عند سماع اسمه.

نذر الفيلق نفسه للدفاع عن الحائرين في الوطن، أولئك الذين وجدوا أنفسهم في وطن بلا أمان ولا ضمير، وعن المغلوبين على أمرهم من الفقراء والنازحين الذين دُمّرت بيوتهم وسُلبت حقوقهم، وعن المغتصبات والمجني عليهن اللواتي وجدن في البراء سندًا ودرعًا في وجه عار يتستر خلف شعارات جوفاء.

وقد تجلت القيادة الحكيمة والشجاعة في شخصية المصباح أبوزيد طلحة، القائد الذي لم يتوانَ عن الوقوف في الصفوف الأمامية، متقدمًا جنوده بروح الفداء والإقدام، زارعًا فيهم عقيدة النصر أو الشهادة، ومجسدًا معاني القيادة الراسخة التي لا تهتز في وجه العواصف.

وفي خضم هذه المعركة الشرسة، لا يمكن أن نغفل وقفة الشاب الخلوق الخطاب حسن مجيد المكابرابي، الذي جسّد معاني النبل والوفاء حين وقف مساندًا لقائده، رافعًا راية الصدق والشهامة في وجه الزيف والتحريض، وكانت وقفته امتدادًا لأخلاق المكابراب الذين لا يتأخرون حين يُنادى إلى الموقف.

والتحية موصولة لكل الأبطال الصادقين في الميدان من جنود وضباط ومساندين، الذين صنعوا من دمائهم جدارًا يحمي شرف الوطن، ومن أرواحهم سراجًا يهتدي به التائهون.

والتحية للقوات المسلحة السودانية وقائدها العام، رمز الصمود والعزة، ولكل من ساندها من القوات المشتركة والمستنفرين، الذين سطّروا أروع ملاحم الوطنية والرجولة. فكنتم اليد التي ترد الظلم، والصوت الذي لا يخون الأرض.

البراء بن مالك اليوم ليس مجرد اسم لفيلق عسكري، بل هو حالة وعي، وموقف، وروح سودانية أبية. وإن الأمة التي تنكر فضل أبنائها، تخسرهم أولًا، ثم تخسر نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى