
⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية : سبنا شعبان تكتب…. إذا حضر الماء، بطل التيمم
في خضم الفوضى التي أفرزتها الحرب في السودان، تكشفت مواقف وأدوار الأجهزة النظامية المختلفة، حيث اجتهدت كافة المكونات الوطنية الرسمية في سد المنافذ التي تمد ميليشيا الدعم السريع بشريان الحياة، سواء كان ذلك وقودًا أو سلاحًا أو تموينًا أو حتى دعماً إعلامياً يهدف إلى تضليل الرأي العام.
لكن وسط كل هذه الجهود، يظل جهاز الأمن والمخابرات هو الرقم الصعب، والقوة التي لا يُعلى عليها في مضمار العمل الاستخباراتي والاكتشاف المبكر للمخططات التي تستهدف أمن البلاد. فمنذ اندلاع الأزمة، أثبت الجهاز قدرة خارقة على تتبع ورصد التحركات المشبوهة، وإحباط عمليات التهريب والتسليح والتخريب قبل أن تصل إلى أهدافها.
وفي هذا السياق، يبرز دور الفيديو الذي نشره احد ضباط جهاز الامن يوثق لمجموعة من الشاحنات (التناكر)عليها شعار الامم المتحدة مذودة بالوقود كانت في طريقها لمليشيا الدعم السريع (حسب الافادات الواردة في المقطع) .
وناشد صاحب المقطع الحكومة بضرورة التصدي للمنظمات المشبوهة التي تقدم الدعم للميليشيات، والتي قد تُفشل عمليات السلام الجارية الآن، أو تطيل أمد المعاناة عبر دعم غير مباشر للمتمردين.
وقد سلطت المناشدة الضوء على ضرورة فرض رقابة صارمة على الشحنات التي تدخل البلاد تحت غطاء المساعدات الإنسانية، لا سيما التي تحوي بنودًا غذائية، وذلك لضمان عدم استغلالها في تغذية التمرد أو تمويل أنشطته.
إن الأمن والاستقرار لا يتحققان فقط بالعمل العسكري المباشر، بل أيضاً بمتابعة مصادر التمويل والإمداد، ومراقبة أي تحركات مشبوهة قد تُعيق مسار السلام. وهنا تبرز أهمية الدور الذي تقوم به أجهزة الأمن، والتي بفضلها أمكن كشف الكثير من المخططات في المقرن وفجران وغيرها من المناطق التي شهدت محاولات مستميتة لدعم الميليشيا.
وعليه، فإن الحديث عن الأمن القومي في ظل هذه الظروف لا يكتمل إلا بذكر بصمة جهاز الأمن والمخابرات، تلك البصمة التي أكدت أن الحرب ليست فقط مواجهات عسكرية، بل هي أيضاً معركة معلومات واستخبارات، وعندما تتوفر هذه المعلومات، فإن بقية القوات النظامية تستطيع التحرك بثقة وفعالية، تماماً كما يُقال: إذا حضر الماء، بطل التيمم.
نتابع