
⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – عشر سنوات
د. أحمد عيسى محمود
والحرب في خواتيم فصولها بالعاصمة وبحر أبيض، والطريق ممهد لعودة كردفان ودارفور تماما. قد كثُر هذه الأيام الكلام عن الفترة الإنتقالية المقبلة (تسميتها – مدتها – الفاعلون في مشهدها). لذا نقترح تسميتها بالفترة (التأسيسية) وذلك لحاجة البلاد للتأسيس من الأول في كل النواحي: السياسية والاجتماعية والاقتصادية… إلخ، لأن الحرب قضت على الأخضر واليابس. أما مدتها فليكن مقترح تقزم وهي في قمة (قلة أدبها) هو المناسب، عندما اقترحت لفترتها (الإنتقامية) وقتها مدة ما بين (١٠-١٥) سنة، فهذه الفترة على أقل تقدير كافية لوضع حجر الأساس لعملية التأسيس. أما الفاعلون بلاشك هم العسكر، لأنهم ببساطة (أقتلعوا) الدولة من (خشم تمساح) اليسار عندما وضعها في جزيرته الإطارية. وبكل تأكيد في نهاية المطاف لابد من عودة العسكر للثكنات، ولكن هذا لا يتم إلا بعد وصول الأحزاب لسن الرشد، فحتى اليوم – إلا مَنْ رَحِم ربي – مازالت في المهد صبيا. ولكي نخرج من الدائرة المغلقة (عسكرية – إنتقالية – ديمقراطية) لابد من وضع قانون جديد للأحزاب يلبي طموحات الشارع المتمثلة في التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الناخب. وهذا القانون يجنبنا صندوق الذخيرة الذي ظل طيلة عمر الدولة السودانية عنوانًا لها. وخلاصة الأمر إن لم يكن هناك تغير في الأهداف والوسائل لبناء دولة المستقبل التي يتساوى فيها كفتا الميزان (الحقوق والواجبات)، وحسم جدلية الهوية المتنازع عليها حتى اللحظة ما بين العروبة والإفرقانية، والدستور الدائم، يكون حالنا كجمل العصارة (الدوران عكس عقارب ساعة التحول المرتقب وفي مسار واحد)، وحينها لنستعد لحروب قادمة أكثر شراسة من التي نتابع فصولها المأساوية الآن.
السبت ٢٠٢٥/٢/٨
نشر المقال… التبشير بسودان جديد.