أعمدة الرأي

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – افياء ايمن كبوش إقالة والي سنار.. (دفن الليل اب كراعا بره) !

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – افياء
ايمن كبوش
إقالة والي سنار.. (دفن الليل اب كراعا بره) !

# قبل ايام قليلة، صادق السيد رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على توصية مجلس الوزراء بإعفاء والي ولاية سنار (توفيق محمد علي)، وهو قرار تأخر كثيرا وفق ما حدثني به أحد المتنفذين في الحادي عشر من ديسمبر من العام الماضي، حيث أكد لي بأن الوالي لم يتفاعل مع (حدث) تحرير حاضرة الولاية (سنجة) بدليل أنه مازال في محلية سنار، بينما سبقه عدد من الوزراء على رأسهم الدكتور ابراهيم العوض وزير الصحة رغم عدم وجود الخدمات الأساسية واهمها الكهرباء، كان الأولى أن يشرف الوالي على عودة الخدمات بنفسه ولكن… !
# إن أردتم الحقيقة الساطعة، فقد منصب الوالي هيبته منذ أن عرف الطريق إليه بعض ولاة المحاصصات والمجاملات في العهد (الحمدوكي) المقبور، مثل ايمن نمر ومحمد حسن عربي واستاذ خالد بتاع شمال كردفان والماحي محمد سليمان، استمر منهج خلل الاختيار حتى بعد التغيير حين تم تخصيص المنصب للضباط الاداريين، ولكن للاسف لم تحقق التجربة أي نجاح الا في جانب واحد هو تدجين المنصب وإصابته بالضعف، فأصبح الوالي مثل (الالفة) في الفصول الدراسية (يسجل اسماء المهرجلين ولا يملك سلطة معاقبتهم).. والٍ منزوع الصلاحيات يأتمر بتعليمات المركز عبر وزير الحكم الاتحادي الذي أصبح وكيلا لمجلس الوزراء في جميع الولايات فلا يستطيع الوالي أن يفعل شيئا بينما كان في وقت سابق، يتمتع بسلطات رئيس جمهورية في ولايته قبل أن تجهز الايام والظروف على ما تبقى من هيبة الولاة بقرار دمج الوزارات الذي لا يستند على أي مبررات موضوعية.
# أعود وأقول أنه بغض النظر عن أسباب إعفاء والي سنار، وانا اسميها هنا (إقالة) بالدرب العديل، فإن الشواهد تقول إن القرار المتعجل لم يُدرس بشكل صحيح، بدليل أن قرار الإقالة لم يتبعه اي تعيين لوالٍ جديد، وبعد انتباهة قصيرة، صدر قرار لاحق من الوزير (كورتكيلا) بتكليف امين عام الحكومة للقيام بمهام الوالي إلى حين اشعار آخر، واشعار آخر هذه تؤكد فشل جهود الاقتناع بالمرشح الذي كان سيخلف (توفيق محمد علي) منذ ديسمبر من العام الماضي.. ولكن اهم ما ينبغي أن تعلمه حكومة المركز هو أن ولاية سنار هي ولاية (تشاكس) وصراع متوارث ما بين سنار وسنجة، هذا الصراع هو الذي جعل حكومات الولاية المتعاقبة طوال تاريخ تكوينها منذ 35 عاما تفشل في إقناع الشارع السناري، سواء ان جاء الوالي من ابناء الولاية أو من خارجها، ظل الفشل في تقديم الخدمات والانجازات هو العنوان الأبرز لأن الولاية موبوءة بأهل الحفر من حملة مشاعل الخراب وارساء ادب الاختلاف والخلاف.
# اخيرا اقول، مؤسف جدا أن يفشل المركز في إيجاد والٍ لسنار بعد اقالة الوالي السابق الذي ذهب بطريقة (دفن الليل اب كراعا بره) عقابا له على ما تفوه به أمام الجماهير في نهارية الاحتفال بتحرير مدني، الغريب أن والي سنار كان غيابا من معظم احتفالات تحرير المدن السنارية، ليظهر في مدني التي طاحت برأسه في الهواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى