
شبكة مسارب الضي الاخبارية
يحل اليوم العالمي للمرأة في ظل واقع صعب تعيشه المرأة السودانية، حيث واجهت على مدار السنوات الماضية تحديات جسيمة وانتهاكات صارخة لحقوقها الأساسية. في خضم الصراعات والاضطرابات السياسية والاجتماعية، أصبحت المرأة السودانية ضحية لمحاولات متكررة لاختراق كيانها، والتقليل من احترامها، واغتصاب خصوصيتها الفطرية، وصولًا إلى الزج بها في أتون الدمار والعنف.
وكان الواقع مأساوي والانتهاكات جسيمة في فترة الحرب اللعينة حيث تعرضت المرأة السودانية لانتهاكات متعددة، منها العنف الجسدي والنفسي، والاستهداف الممنهج لتقويض دورها في المجتمع. فمن ناحية، كانت الحرب والأزمات السياسية سببًا في حرمانها من حقوقها الأساسية، مثل التعليم والعمل والرعاية الصحية. ومن ناحية أخرى، تعرضت لمحاولات تهميش وإقصاء تهدف إلى سلبها دورها في بناء المجتمع. الاعتداءات على النساء، بما فيها العنف الجنسي، ليست مجرد أفعال فردية، بل باتت تُستخدم كأدوات حرب لترويع النساء وكسر إرادتهن. هذه الممارسات تركت آثارًا عميقة في النفوس، وأدت إلى ردود أفعال تتفاوت بين الصمود والمقاومة، وبين الانكسار والإحباط، نتيجة ما عانته النساء من قهر وانتهاكات ممنهجة.
وعلى الرغم من كل هذه المعاناة، لم تتراجع المرأة السودانية عن الدفاع عن حقوقها، بل أظهرت شجاعة استثنائية في مواجهة الاستبداد والعنف. فهي رمزا للصمود والمقاومة ، وكانت في طليعة الثورات والاحتجاجات، مطالبة بالحرية والعدالة والمساواة، وساعية إلى بناء مجتمع أكثر إنصافًا. إن قصص النساء السودانيات مليئة بالتضحيات والنضالات، فهنّ الناشطات في الساحات، والصحفيات اللواتي يفضحن الانتهاكات، والطبيبات والمعلمات والمزارعات اللاتي يواصلن عملهن رغم الظروف القاسية. إنهن أمهات ثكالى، وزوجات فقدن أزواجهن في النزاعات، لكنهن لم يفقدن الأمل في غدٍ أفضل.
وفي اليوم العالمي للمرأة، يجب أن نقف جميعًا تضامنًا مع المرأة السودانية، وأن نرفع أصواتنا عاليًا ضد الانتهاكات التي تتعرض لها. فالاعتداء على النساء ليس قضية سودانية فقط، بل قضية إنسانية تتطلب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والمؤسسات الإعلامية. إن الدفاع عن حقوق المرأة لا يكون بالشعارات فقط، بل يجب أن يُترجم إلى إجراءات فعلية تضمن حماية النساء، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، ودعم النساء الناجيات، وإعادة بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة.
نص كلمة :
المرأة السودانية، رغم الألم، لم ولن تستسلم. هي عنوان للقوة والصمود، وهي تستحق كل أشكال الدعم والتضامن. فلنجعل اليوم العالمي للمرأة مناسبة للانتصار لقضاياها، والتأكيد على أن النضال من أجل حقوق المرأة هو نضال من أجل مستقبل أكثر عدلًا وإنسانية للجميع.