أعمدة الرأي

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية - افياء ايمن كبوش ضد الموت (سمبلة).. !

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية – افياء
ايمن كبوش
ضد الموت (سمبلة).. !

# قبل اسبوع تقريبا.. عندما طالبنا الحكومة السودانية.. بالمزيد من الجدية في ملف المواطنين السودانيين المتواجدين بدولة جنوب السودان… في ظل الاحتقان المجتمعي والانتهاكات التي يتعرضون لها… على خلفية ما تواتر من الشمال من أنباء عن تعرض بعض الجنوبيين للانتهاكات.. أثناء عملية تحرير عاصمة الجزيرة (ود مدني)، لم تكن مطالبتنا، وقتها، لصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة.. كما لم نكن نطالب حكومة البرهان بأن تُصعر خدها لحكومة سلفاكير ميارديت، بل طالبنا بالتعامل المحترم مع الدم السوداني المسفوح على قارعة الطريق بالعاصمة الجنوب سودانية (جوبا)… ولا تُخفى عليكم حالة الذعر والهلع التي جعلت الكثيرين يهرعون للاحتماء أو الاختباء، سيان، في مراكز وأقسام الشرطة من أجل الحفاظ على انفسهم والنجاة من البطش والقتل والسحل في رحاب الدولة الشقيقة والجارة المنهارة اقتصاديا وأمنيا، والتي يبحث مواطنها المسكين عن ما يأكله بأي وسيلة بسبب غياب الأمن وغياب الرواتب، فوجد ضالته في الشماليين العزل الذين يملكون الأموال ويملكون كذلك البضائع بحكم عملهم في التجارة، فراح الكثيرون منهم ضحايا دون ذنبا جنوه، غير تواجدهم في المكان والزمان الخطأ.
# من هنا لابد أن نُحيي حكومة دولة الرئيس (عبد الفتاح البرهان) لاستجابتها السريعة وتقدير الموقف بما يتماشى مع جهود حماية الأرواح السودانية، حيث أشرف سعادة الفريق الركن (عصام محمد حسن كرار)، سفير السودان في جوبا على عمليات إجلاء الأسر السودانية عبر طيران بدر، الناقل الوطني الذي استطاع أن يكون في الموعد عبر جسر جوي بين عاصمة الجنوب وعاصمة الشرق الأبي (بورتسودان)، وفي ذلك تكريم للإنسان السوداني وتأكيد على ان دمه غالٍ ولا ينبغي أن يهدر (سمبلة) في مقامات الضعف والصِغر، لا ينبغي أن تمضي تلك الأرواح العزيزة إلى الجحيم بسبب تصرفات فردية معزولة لا تعبر عن ملايين السودانيين، شماليين على جنوبيين، مازالوا يبحثون عن العيش الكريم في سلام، اياً كانت الجغرافيا وأياً كان النظام الحاكم، هنا او هناك.. نقول بهذا.. ونحن ندرك تماما عندما سألنا: (متى يصبح الدم السوداني غاليا) بأن حكومة البرهان قادرة على إعادة الحق السليب.. وقادرة على التعامل مع الدم السوداني باحترام، لأن السودان دولة ذات سيادة ودولة الجنوب كذلك، والأولى أن يتم التعامل باحترام يحفظ آدمية جميع الاطراف، وليس غض الطرف عن الانتهاكات وأن يترك المواطن لكي يواجه مصيره لوحده.
# التحية لسعادة السفير عصام كرار الذي كان قد أعلن عن جاهزيتهم وقدرتهم على ارجاع كل مواطن سوداني يريد الرجوع الى البلاد، عقب الأحداث الأخيرة التي وقعت في دولة جنوب السودان ضد المواطنين السودانيين، ونهب وحرق ممتلكاتهم ومتاجرهم وقتل وإصابة ما يزيد عن 30 مواطنا.. ما قاله السفير كرار هو ما تقوم به حكومات الدول المحترمة مع مواطنها، لذلك استحق تحياتنا العاطرة بعد أن تحمل نقدنا بصبر وجلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى