
⭕شبكة مسارب الضي الإخبارية : شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
ملتقى رجال الأعمال السودانيين في مصر.. فرصة ذهبية لتعزيز التعاون الاقتصادي
استضافت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر مؤخرًا ملتقى رجال الأعمال السودانيين، في خطوة تعكس حرص البلدين الشقيقين على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري. هذا الحدث المهم يفتح آفاقًا واسعة للشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، ويعد فرصة ذهبية للاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تزخر بها مصر والسودان.
يهدف هذا الملتقى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، أبرزها دراسة المتطلبات الحقيقية للشركات السودانية من خلال هذا الملتقى، تمكنت الحكومة المصرية من التعرف على التحديات التي تواجه الشركات السودانية الراغبة في الاستثمار في مصر، وبالتالي يمكنها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتذليل هذه العقبات وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، فلقد ساهم الملتقى في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية ورجال الأعمال السودانيين، مما يساهم في بناء الثقة وتعزيز الشراكات الاستثمارية، وتم من خلال الملتقى تسليط الضوء على القطاعات التي تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو والاستثمار المشترك بين البلدين، مثل الزراعة والصناعة والسياحة، فأعلنت الهيئة العامة للاستثمار عن إعداد برامج تشجيعية خاصة بشباب رجال الأعمال السودانيين، مما يشجع على مشاركتهم الفعالة في المشاريع الاستثمارية المشتركة.
من أبرز النقاط التي تم تناولها في الملتقى، فلقد تم التأكيد على أهمية المناطق الحرة في جنوب مصر، مثل قفط وأسوان، كوجهة جاذبة للاستثمارات السودانية، وذلك لما تتمتع به من مزايا تنافسية كبيرة، مثل قربها من المنافذ التصديرية وتوفر البنية التحتية، فتم تحديد القطاعات التي تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو والاستثمار المشترك، مثل الزراعة والصناعة والسياحة، حيث يمكن للبلدين الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة لديهما وتكامل الإنتاج، فأكدت الحكومة المصرية على أهمية تقديم الدعم الكامل للمستثمرين السودانيين، وتوفير التسهيلات اللازمة لتشجيع الاستثمار.
على الرغم من أهمية هذا الملتقى، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مثل: توفير التمويل اللازم، فيحتاج تنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة إلى توفير تمويل كاف، سواء من خلال المؤسسات المالية المصرية أو السودانية أو من خلال التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، فيجب الاستمرار في تطوير البنية التحتية في المناطق الحرة وفي المناطق المستهدفة للاستثمار، لتلبية احتياجات المستثمرين، ويجب تبسيط الإجراءات المتعلقة بالاستثمار، وتقليل البيروقراطية لتشجيع المستثمرين على القدوم إلى مصر.
يمثل ملتقى رجال الأعمال السودانيين في مصر خطوة مهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ويجب على الجانبين البناء على هذا الزخم والاستمرار في العمل معًا لتذليل التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة. إن النجاح في هذا التعاون سيعود بالفائدة على الشعبين المصري والسوداني، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
من أجل تعميق التعاون بين القطاعين العام والخاص، يجب تعزيز الحوار والتنسيق بين الحكومة المصرية ورجال الأعمال السودانيين لضمان نجاح المشاريع الاستثمارية المشتركة، مع ضرورة توفير بيئة استثمارية جاذبة، فيجب على الحكومة المصرية الاستمرار في تحسين بيئة الاستثمار وتوفير الحوافز للمستثمرين، مع التركيز على المشاريع التي تحقق التكامل الاقتصادي، فيجب توجيه الاستثمارات نحو المشاريع التي تحقق التكامل الاقتصادي بين البلدين، مثل سلاسل القيمة الإقليمية، والتركيز على بناء القدرات لدى القوى العاملة في كلا البلدين لتلبية احتياجات المشاريع الاستثمارية.
ختامًا، يمكن القول إن ملتقى رجال الأعمال السودانيين في مصر يمثل بداية فصل جديد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ونأمل أن يؤدي إلى نتائج ملموسة تعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين.