عام

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية : الوالي المعزول رفض الحضور لمدينة سنجة عقب التحرير إلا بعد عودة الكهرباء

⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية : الوالي المعزول رفض الحضور لمدينة سنجة عقب التحرير إلا بعد عودة الكهرباء
تحقيق- التاج عثمان:
تضاربت الاقاويل وتباينت الروايات وإنطلقت الإشاعات حول الأسباب الحقيقية التي قادت لعزل والي ولاية سنار خاصة أن قرار العزل لم يوضح أسباب الإقالة.. نكشف من خلال هذا التحقيق الصحفي من داخل مدينة سنجة عاصمة الولاية ومن مصادرها ببورتسودان الأسباب الحقيقية التي أطاحت بوالي ولاية سنار
عزل وتكليف:
قرار الإقالة ــ حسب إعلام مجلس السيادة الإنتقالي ــ صدر من مجلس الوزراء الإنتقالي الخميس 15 يناير الجاري، القاضي بإنهاء تكليف والي ولاية سنار، توفيق محمد علي عبد الله، ووجه القرار وزارة شئون مجلس الوزراء والجهات ذات الصلة وضع القرار موضع التنفيذ.
وبتاريخ 16 يناير الجاري الموافق الخميس الماضي، أصدر وزير الحكم الإتحادي، المهندس محمد كرتكيلا صالح القرار التالي:
إستنادا على المادة 11 (2) من قانون الحكم اللامركزي، وبعد اللإطلاع على المادة (15) من قانون تفسير القوانين والنصوص العامة لسنة 1976 أصدر القرار الآتي نصه:
1ــ تكليف السيد / مجدي برير الحسن برير بتسيير مهام ولاية سنار إلى حين إشعار آخر.
2ــ على المذكور والجهات المعنية بالولاية إتخاذ إجراءات تنفيذ هذا التوجيه.
كثيرون ظلوا يتسائلون عن هوية الوالي الجديد لولاية سنار المكلف، متابعات من داخل عاصمة الولاية سنجة أفادت انه أصلا من أبناء الولاية وتحديدا من قرية (مبروكة البرير)، ريفي سنجة، وهو من مواليد أمدرمان منطقة الفتيحاب مربع 8 حيث ترعرع هناك.
خطاب الكراهية:
أسباب عزل والي سنار كثيرة وهي حقيقة (متلازمة أسباب)، أولها خطاب الكراهية الذي درج عليه الوالي المعزول في خطاباته مع مواطني الولاية بمناطقها المختلفة.. مصادر الصحيفة بمدينتي بورتسودان وسنجة كشفت أن من سبب العزل تصريحات سابقة له عندما تحدث أمام حشد جماهيري بأحد مناطق الولاية المحررة عن المتعاونين مع الدعم السريع في مدن وقرى الولاية التي حررها الجيش السوداني مؤخرا، إذ قال، (بالحرف)، أمام حشد جماهيري بإحدى مدن ولاية سنار المحررة:
(أي شخص في القرية الفلانية وغيرها في الدالي، والمزموم، وزينوبه، وشكا، والرارابه، يثبت إنه تعاون مع الجنجويد حنتعامل معاه مباشرة ونوديه وراء الشمس.. ونوديه السماء ذات البروج طوالي).
يرى البعض أن تصريح الوالي (المعزول) خطاب كراهية وتسبب في شرخ كبير في النسيج الإجتماعي لولاية سنار خاصة مجتمع سنجة المتعايش سلميا من مئات السنين بحكم أن ولاية سنار ولاية إنتاجية زراعية رعوية.. وحفز سكان تلك القرى والمناطق وبأعداد كبيرة الإنضمام للدعم السريع لحماية أنفسهم من القادم الذي أشار له الوالي المعزول، حيث أحسوا أن هناك حملات إنتقامية قادمة سوف تطالهم إستنادا لما ذكره أكبر مسئول في الولاية.. وما حدث بكنابي طيبة يؤكد مدى تأثير خطاب الكراهية.
تحقيق أصداء:
من داخل مدينة سنجة أجرينا إستطلاعا وسط شريحة نوعية من أبناء سنجة عن وجهة نظرهم في أسباب إقالة والي ولاية سنار، ولا أذيع سرا لو قلت انه منذ تحرير سنجة من دنس مليشيا الدعم السريع إجتمع عدد من وجهاء مدينة سنجة وبعض العمد والمشائخ لتقديم عريضة للمجلس السيادي يطلبون فيها إقالة والي ولاية سنار توفيق محمد علي عبد الله، للأسباب التالية حسب وجهة نظرهم:
ــ منذ تكليف الوالي فإن عاصمة الولاية لم تشهد أي تطوير، وظلت كما هي مدينة منسية تماما، بنيتها التحتية منهارة تمام، قطوعات متكررة للكهرباء والمياه لدرجة أن هناك بعض الأحياء داخل عاصمة الولاية تعاني من العطش الكامل.. بجانب إنتشار الملاريا والتايفويد وحزمة من الأمراض الأخرى بسبب تدهور صحة البيئة لإهمالها التام من الوالي وحكومته، وأصبحت تعيش في القرون الوسطى وتعد أكثر مدينة بالولاية قُبحا.
ــ كان الوالي يطمئن مواطني الولاية بان الوضع تحت السيطرة وان: (ولاية سنار لن تؤتى من سنجة)، لكن ما حدث عكس ذلك حيث تسللت المليشيا للمدينة من جهة جبل مويه عبر جبل (سريح) ليدخلوا سنجة من الخلف الجنوبي جهة حي القلعة، حيث أن الولاية كانت تركز أن المليشيا سوف تدخل بالشارع الرئيسي ولذلك تركوا ضهر سنجة مكشوفا تماما وهذا يحسب على الوالي.
ــ خروج الوالي وزُمرته قبل يوم من دخول المليشيا لسنجة، أي يوم 28 نوفمبر 2024، ما يعني إنه كان على علم مسبق بنية المليشيا إقتحام عاصمة الولاية، وتوجهه للقضارف.. وبعد نزوح كل مواطني سنجة بعد إقتحامها من المليشيا لم يكلف نفسه تجهيز مركبات من القضارف لترحيل آلاف الأطفال والنساء والمرضى من الدندر إلى الحواته والقضارف، ولذلك قطعوا مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام ومنهم مرضى وأطفال، وكانوا يتوقعون أن واليهم وحكومته سوف يجهزون لهم عربات تنقلهم للقضارف لكنهم لم يجدوا ولا حتى كارو واحد.
ــ الوالي المعزول لم يكن رجل مرحلة، يثبت ذلك تجاهله التام للنازحين الذين توافدوا على سنجة فلم يعرهم إنتباها ولم يهتم بهم، عدا مجهودات بعض المنظمات الخيرية ومفوضية العون الإنساني بالولاية.. بل إنه وبينما آلاف النازحين من الخرطوم ينتشرون داخل المدينة وتحت الأشجار وأمام المنازل والمساجد طلب صيانة منزله الحكومي رغم أن البلد في حالة حرب وطوارئ ما أثار إستنكار وغضب كل مواطني سنجة.. رغم أن البعض حاول تبريره لتصرف الوالي بانه كان مريضا!!.
ــ عدم مباشرة الوالي المعزول لمهامه عقب التحرير ورفضه الحضور لعاصمة الولاية سنجة إلا بعد عودة التيار الكهربائي وظل مقيما بمدينة سنار.
ــ عطش 50 قرية من قرى مشروع السوكي الزراعي والذي كشفه تحقيق صحفي ان القرى تابعة لولاية سنار، إلا أن واليها المعزول لم يتخذ أي إجراء لإنقاذ الآف مواطني تلك القرى وحيواناتهم من العطش، وأعتبر بعض مواطني سنجة أن تحقيق الصحيفة المذكور يعتبر: (القشة التي قصمت ظهر البعير)، حسب تعبيرهم.
ــ فضيحة مواد الإغاثة المعروفة بـ(سرقة الإغاثة)، والمتورط فيها 7 من المتهمين، منهم موظف كبير بمحلية الدندر التابعة لولاية سنار.. وتعود تفاصيلها التي تحصلت عليها الصحيفة، إلى البلاغ رقم (2386) المدون بنيابة الحواته في مواجهة 7 من موظفي الدولة وآخرين متهمين بسرقة الإغاثة، تحت المواد: (177 ــ خيانة الامانة)، والمادة (181 ــ إستلام المال المسروق)، والمادة (89 ــ التستر على الجاني)، والمادة (21 ــ الإشتراك الجنائي).. والشاكي في هذا البلاغ مساعد شرطة.. وحسب متابعات الصحيفة لهذا البلاغ انه قبل حوالي شهر أصدر رئيس النيابات بولاية القضارف، مولانا صديق أحمد النور، قرارا بإحالة ملف القضية إلى نيابة جرائم المال العام وإستكمال التحريات مع المتهمين السبعة، والتحري مع المدير التنفيذي لمحلية الحواته.. إلا أن ملف القضية لم يتم تحريكه بواسطة المتحري في البلاغ حسب توجيهات وكيل النيابات بولاية القضارف ووكيل النيابة بالحواته.. وكان يجب على والي ولاية سنار إيقاف موظفه بالدندر عن العمل لحين إظهار براءته من التهم الموجهه إليه.. فلماذا لم يتخذ والي سنار هذا الإجراء القانوني في حق موظفه؟..يرى البعض انه تغافل عن ذلك حفاظا على سمعته كوالي مكلف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى