أعمدة الرأي

⭕ مسارب الضي | د. محمد تبيدي 🔺 حين تُضربُ الأعماق… هل تنكسر القلاع؟ إيران وإسرائيل حكاية لها سيناريو واحد فقط

⭕ مسارب الضي | د. محمد تبيدي

🔺 حين تُضربُ الأعماق… هل تنكسر القلاع؟
إيران وإسرائيل حكاية لها سيناريو واحد فقط

الجيش الإيراني… لا نقبل العزاء ولا نذرف الدموع،
فمن تعلّم المشي على الجمر، لا تحرقه النيران،
ومن قدّم آلاف الشهداء على طريق القدس، لا تردعه خسارة قائدٍ أو عالم، بل تُلهبه شهوة الانتقام.
إنها ليست نكسة… بل إشارة البدء!

تصاعدت وتيرة الاستهدافات الصهيونية،
غارات خاطفة، تفجيرات مدروسة، اغتيالات موقّعة ببصمات الموساد،
وكلها تسعى لهدفٍ واحد:
إضعاف العقل الإيراني… وخلخلة جسد المقاومة.

نعم، سقط شهداء… قادة كبار،
علماء كُرّسوا لسنين في تطوير القدرات الاستراتيجية،
عقولٌ حملت مشروعات الردع النووي،
عناصر أمنية نادرة… كُنت تظن أن أسماءهم ستبقى في الظلّ، فإذا بها ترتقي للضوء… بالشهادة.

ولوهلة، بدت إسرائيل وكأنها تمسك زمام المبادرة،
تضرب متى شاءت، وتنسحب دون عقاب،
فهل فعلاً أصبحت طهران بلا أنياب؟
وهل صمتها حيلة العاجز… أم هدوء من يعدّ العاصفة؟

بين وهم النصر وخفايا الحاوي

في تل أبيب، ترتفع أصوات النشوة:
“لقد فعلنا بإيران ما لم نفعله بحزب الله!”
“قطعنا رأس المشروع قبل أن يكتمل!”
لكنّهم، كما في كل مرة، لا يفهمون الفارق بين الجسد والروح.
ففي إيران، الشهداء لا يُطفئون الفكرة، بل يشعلون جذوتها.
وكل اغتيال… يولّد ألف قائد جديد،
وكل ضربة… تُحوِّل الصمت إلى زئير.

الردُّ قادم… لكنه ليس كما تتوقّعون

لن يكون الردُّ عرضياً… ولا انتقامياً محضاً،
إنه مخطَّطٌ يتسلل بهدوء،
يتجاوز معادلة “صاروخ مقابل صاروخ”،
يرتّب الأوراق في كامل الإقليم: من طهران إلى بغداد، من دمشق إلى بيروت، ومن اليمن إلى البحر الأحمر.

فلا تتفاجؤوا إذا ما اندلعت النيران من حيث لا تحتسبون،
ولا تستغربوا إن جاء الردُّ من غزة، لكن بتوقيعٍ إيراني الطابع،
أو من البحر، أو حتى من داخل حدودكم!

فإيران لا تقاتل وحيدة،
ومعركتها ليست فقط مع إسرائيل، بل مع مشروعٍ أكبر يُراد فرضه على الشرق الأوسط:
شرقٌ بلا مقاومة، بلا قرار، بلا سيادة.

هل تُنهي إسرائيل أسطورة إيران؟ أم تكشف وجهها الخفي؟

من قال إن إيران كشفت أوراقها؟
الحاوي لا يُخرج آخر ما في جرابه في أول المعركة،
وما خفي من قدراتها العسكرية، التكنولوجية، والردعية… أعظم بكثير مما ظهر.

هل نذكّركم بمشهد إسقاط الطائرة الأمريكية فوق الخليج؟
أم باختراق منشآت “ديمونا” عبر الحلفاء؟
أم بلعبة الأعصاب في مضيق هرمز؟
تلك كانت رسائل… لا أكثر.

أما اليوم، فإن الصمت ليس ضعفاً، بل نَفَسٌ عميق قبل الزئير،
والسكون، ليس عجزاً… بل خطوة إلى الوراء لتسديد ضربة في مقتل.

وفي الختام…
من يعتقد أن إسرائيل أنهت مشروع إيران،
لم يقرأ التاريخ جيدًاً
فلا أحد ينهي دولة عميقة، بقوةٍ عابرة.

إننا أمام مشهد يتجاوز معركة عابرة،
نحن أمام فجرٍ جديد للمنطقة،
تتغيّر فيه التحالفات،
وتُعاد فيه صياغة الموازين،
وقد تكون الخاتمة، صدمةً لأعداء الأمس… وندماً لحلفاء اليوم!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى