
⭕ مسارب الضي
د. محمد تبيدي
تكتيك استخباراتي يدك أوكار مليشيا آل دقلو المُتمردة
اتهامات بالخيانة تهزّ صفوف مليشيا آل دقلو: بقال وعمر جبريل في دائرة الشك، وقجة يلوذ بعيداً خوفاً على راسه
في تطور لافت داخل مليشيا الدعم السريع المتمردة، تفجّرت اتهامات بالخيانة والتآمر من داخل صفوفها، طالت قيادات بارزة مثل بقال وعمر جبريل، إضافة إلى آخرين متورطين في تمرير معلومات حساسة والتنسيق سرياً مع جهات خارجية. فإن القائد الميداني قجة بدا منسحباً ومتحفظاً، يلوذ بالصمت والانزواء خشية على حياته وقواته، ما يعكس حالة من التفكك والتوتر الداخلي غير المسبوق. ومع ذلك، تؤكد قواتنا المسلحة الباسلة أنها لا تعتمد على خونة أو مترددين كمخبرين، بل تواصل زحفها بثقة برجالٍ أوفياء لا يهابون الموت دفاعاً عن الوطن .
في عملية استباقية فريدة من نوعها، نفّذت الاستخبارات العسكرية السودانية خلال الفترة الماضية عملية سرّية داخل عمق منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان، التي كانت تُعَدّ أحد أهم معاقل مليشيا الدعم السريع. وأكدت مصادر عسكرية أن مليشيا آل دقلو المُتمردة كانت تعتقد أنه في مأمن داخل تلك الجيوب، ما منحه ثقةً زائدةً فأصبح هدفاً سهلاً لاختراقات دقيقة وممنهجة. وحسبما أفادت قيادة الجيش، فقد انطلق فريقٌ من عناصر الاستخبارات برفقة وحدة متخصّصة في التخفي وجمع المعلومات، وتمكّنوا من الوصول إلى قلب تجمعات المليشيا دون أن يلفتوا انتباه استخباراتهم الهشه أو المدنيين المحيطين. استهدفت المهمة جمع بيانات عن مواقع تخزين الذخائر وقطع السلاح، بالإضافة إلى رصد تحركات قيادات الصف الأول فيها. وتكشف صورٌ تداوَلهتها صفحات القيادة العامة للجيش، وتعود إلى عام 2023، إحدى مراحل «عملية هجليج». وتظهر إحدى لقاطات تلك الصور جنودا من الاستخبارات متجولاً في سوق هجليج ، ويمسكُ بهاتفه المحمول وهو يوثق معالم النقاط الاستراتيجية، بينها قسم شرطة مربع 50. وعقب الانتهاء من مرحلة الرصد، تم التخطيط بدقة لعملية ضربٍ نوعية استهدفت القسم المذكور، ما أسفر عن مقتل عددٍ من القيادات البارزة في مليشيا الدعم السريع. ومن جهتها، أشادت أوساط عسكرية بكفاءةِ وأداءِ عناصر الاستخبارات، واعتبرته دليلاً على ارتفاع مستوى الاحترافية في صفوف القوات المسلحة، وقدرتها على التعامل مع الأوضاع الميدانية المعقدة. ويشير المراقبون إلى أن مثل هذه العمليات النوعية تعزّز من فرص الجيش في تحرير المزيد من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة المليشيات، وتشكّل ردعاً فعالاً ضدّ أي تحرّكات معادية تستهدف المدنيين أو المنشآت الرسمية، وجدد قادة الجيش السوداني تأكيدهم أن المعركة مع مليشيات الدعم السريع لم تنتهِ بعد، وأن ساحة الصراع ستشهد مزيداً من الحملات الموجهة لضمان استعادة الأمن والاستقرار في ولاية الخرطوم وولايات البلاد كافة.
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة