فيلق البراء بن مالك

⭕ مسارب الضي د. محمد تبيدي البراؤون.. مساند ن للجيش أم طامعون في السلطة؟

⭕ مسارب الضي
د. محمد تبيدي
البراؤون.. مساند ن للجيش أم طامعون في السلطة؟

في الآونة الأخيرة، تصاعدت موجة من الشائعات والترجيحات التي تُحمّل “البراؤون” نيّة الانخراط في صفقة تقاسم للسلطة بالمشاركة في تشكيل الحكومة الانتقالية المُقبلة في السودان. هذه الاتهامات، التي انطلقت من جهات معروفة، حاولت أن ترسم صورة ذهنية لدى الرأي العام بأن “البراؤون” هم أحد أجنحة النزاع السياسي، يسعون كما غيرهم لاستقطاع “حصة” لهم من “كيكة السلطة”. وفي ضوء هذه الادعاءات، كان لزاماً على قيادة البراؤون أن توضح موقفها الحقيقي وتعيد رسم ملامح دورها الوطني في هذه المرحلة الدقيقة.

تأسست فيلق البراء بن مالك في خضم التطورات الأمنية التي شهدها السودان خلال السنوات الماضية، لتكون بمثابة قوة مساندة للقوات المسلحة السودانية، لا تنفصل عنها ولا تتخذ مساراً سياسياً مستقلاً. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر إعلامية، تزعم تواصل “البراؤون” مع رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس للمطالبة بحقيبة وزارية في الحكومة المقبلة وارتفع حجم التكهنات بعد تصريحات، تؤكد أن قيادة فيلق البراء بن مالك تتفاوض على مقاعد وزارية مقابل دعم مسلحيها للسلطات الانتقالية.
في بيان رسمي صدر عن قيادة فيلق البراء بن مالك ، تم التأكيد على النقاط التالية:

– الارتباط التام بالقوات المسلحة
تُعدّ “البراؤون” امتداداً طبيعياً لقواتنا المسلحة، وتخضع توجيهاتها لأمر قيادة الجيش السوداني، دون أية صيغة تنظيمية أو تنفيذية مستقلة.
– رفض الانخراط في السلطة السياسية
ليس لدى البرؤون أي طموح أو اتجاه لنيل “نصيب” من السلطة أو المناصب الحكومية.
– الدعوة إلى حكومة تكنوقراط مستقلة
تؤيد “البراؤون” بالكامل رؤية القيادة العسكرية الرامية إلى تشكيل حكومة كفاءات مستقلة وتقنية، مهمتها إدارة فترة انتقالية قصيرة، تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف محلي ودولي ريثما تستتبُّّ الظروف الأمنية.

دعم من قادة عسكريين أكّد عدد من قادة الصف الأول في الجيش والمخابرات العسكرية أن “البراؤون” سيلعبون دور السد المنيع في مواجهة أي تهديد أمني داخلي أو خارجي، وليس لديهم أي توجه سياسي بالمعنى التقليدي.

تحفظ بعض القوى المدنية وعبرت آخرون عن تخوّفها من سيطرة عسكرية مطلقة على المشهد، حتى لو كان عبر قوى احتياطية مثل “البراؤون”، معتبرةً أن ذلك قد يطيل من أمد الحكم العسكري للمرحلة الانتقالية وهذا ماتنفيه القيادة العسكرية وقيادة البرؤون . وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء المكلف، د. كامل إدريس، يحظى بثقة واسعة لخبرته الطويلة في الإدارة العامة والقطاع الخاص. وقد أعربت قيادة “البراؤون” عن أملها الكبير في أن يؤدّي رئيس الوزراء مهامَّه بأمانة وكفاءة، مؤكدةً على مبدأ “المحاسبة والمكافأة”:

إن أحسن فقلنا “أحسنت”: مكرمةً لأي نجاح يُسهم في استقرار البلاد.

وإن أساء فقلنا “أسأت”: تأكيداً على المساءلة والمحاسبة دون مواربة.

بينما تتواصل المحاولات الرامية إلى إشعال الخلافات وإثارة الشكوك حول أهداف “البراؤون”، تبدو الصورة واضحة لمن يقرأ ما بين السطور قوة عسكرية احتياطية، لا علاقة لها بالحزازات السياسية، ومعنية أولاً وأخيراً بتأمين المرحلة الانتقالية التي يراهن عليها الشعب السوداني للانتقال نحو مدنية كاملة عبر انتخابات نزيهة.

إن تطورات الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما بعد الإعلان النهائي عن تشكيلة حكومة د. كامل إدريس، ستكشف مواقف قوى المعارضة المدنية ومواقف الشارع تبعاً لمدى التزام الحكومة بمبادئ الشفافية واستقلالية الكفاءات وتطبيق جدول زمني محدد للانتخابات. وفي هذه المعادلة، سيبقى “البراؤون” الجدار الواقي الذي تؤمِّن خلفه القوات المسلحة، دون أن ينبسوا ببنت شفة في شأن المناصب السياسية أو الحصص الوزارية.

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى