
⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية
🛑 نصرٌ حاسم في بابنوسة: الجيش السوداني يُفشل هجوماً واسعاً ويكسر شوكة المليشيات
تقرير : دكتور محمد تبيدي
الجيش والقوات المساندة له تمكنوا من إفشال هجوم واسع شنته مليشيات الدعم السريع على منطقة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، حيث تصدت قوات الجيش للهجوم بعنف وحسم، مُحققةً نصراً ميدانياً واضحاً بإلحاق خسائر كبيرة في العتاد والأفراد التابعة للمليشيات، وتدمير عدد من العربات القتالية أثناء الاشتباكات التي اندلعت عند محيط مقر الفرقة 22 مشاة ببابنوسة.
تأتي هذه المعركة في سياق حصار مستمر لمدينة بابنوسة، حين اندلعت المعارك الأولى بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بمحاولة الأخيرة السيطرة على مقر الفرقة 22 مشاة. في الأيام الأولى من الصراع، قامت مليشيا الدعم السريع في اقتحام بعض مراكز الشرطة، قبل أن يردّ عليها الجيش بهجمات مضادة أدت إلى طردها وإحباط محاولاتها للتمركز داخل المدينة، مع تواصل القصف المتبادل بين الجانبين خصوصاً عبر الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وفقاً للمصدر العسكري، بدأ هجوم مليشيات الدعم السريع على بابنوسة في الساعة الخامسة فجراً، مستخدمين تشكيلات من المشاة مدعومة بنيران مدفعية ميدانية ومدرعات خفيفة، إلا أن يقظة حامية الفرقة 22 السمحت للجيش بإحكام الطوق وشنّ هجمات مضادة ناجحة أسفرت عن تدمير عدة عربات قتالية للمليشيات، وإجبارها على التراجع تحت ضغط نيران سلاح المدفعية والطيران الحربي التابع للقوات المسلحة. وتكررت أنماط الهجوم المشابهة في مناطق أخرى مثل الفاشر، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف مليشيا الدعم السريع جراء قصف مدفعي مركّز من الجيش.
وأوضح المتحدث العسكري أن “المواجهات كانت عنيفة وأظهرت قدرة عالية لقوات الجيش في تأمين المنطقة وحماية المدنيين”، مؤكداً أن «ضربات الجيش أدت إلى إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المليشيات من حيث العتاد والعدد». وتبنى الجيش بياناً رسمياً أوضح فيه أن قواته تمكنت من صدّ الهجوم ببسالة وحافظت على السيطرة الكاملة على مواقعها الرئيسية. كما سبق للجيش أن نفى عبر بيانات رسمية أي ادعاءات بانتصارات مبالغ فيها للمعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة في محاولاتها السابقة.
تلعب بابنوسة، بوصفها مقر الفرقة 22 مشاه التابعة للقوات المسلحة، دوراً استراتيجياً في تأمين الممرات الرئيسية بين ولايات كردفان والشمالية، فضلاً عن حمايتها لمشروعات إنتاج النفط في المنطقة والغابات المحيطة بها. وقد أثار التقدم العسكري في غرب كردفان انقسامات داخل قبيلة المسيرية التي تعدّ أكبر القبائل في الولاية، بين من يميل للابتعاد عن مواجهة الجيش وبين من يدعم التحالف مع الدعم السريع لإخراج القوات الحكومية من المناطق التقليدية.
منذ انطلاق الحصار الأول على بابنوسة في يناير 2024، أجبر القتال المتواصل أكثر من 45 ألف مدني على النزوح نحو المناطق المحاذية، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ما خلّف أضراراً مادية واسعة في البنية التحتية والمنازل، وانتشاراً للحالات الإنسانية الحرجة بين النازحين القادمين من الأحياء المحاصرة. وفي معارك أخرى تشابهت في وتيرتها، مثل تلك التي شهدتها مدينة الفاشر، سقط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح جراء القصف المدفعي من الطرفين.
تأتي هذه العملية العسكرية ضمن جهود مستمرة ينفذها الجيش السوداني لإحكام الأمن والاستقرار في المناطق الساخنة، والتصدي لمحاولات الجماعات المسلحة للتمدد وزعزعة أمن البلاد، كما أكد الجيش في بيانه الصادر عقب المعركة. وتعدّ هذه النجاحات الميدانية جزءاً من سلسلة عمليات تركّز على حماية المرافق الحيوية وتأمين خطوط الإمداد، عبر تعزيز الانتشار العسكري في غرب كردفان وتعزيز التعاون مع القبائل المحلية التي تميل لدعم الاستقرار.
سيؤدي استمرار مثل هذه الانتصارات إلى تعزيز قدرات الجيش على كسر الحصار المتواصل منذ أكثر من عام، ويفتح مجالاً لعودة الحياة تدريجياً إلى مدينة بابنوسة ومحيطها، بالإضافة إلى توجيه رسالة واضحة للمليشيات بأن خياراتها العسكرية ستبوء بالفشل أمام إرادة القوات المسلحة في حماية تراب البلاد. ومن المتوقع أن يتبع ذلك إعلان خطوات إنسانية لتوفير المساعدة للنازحين وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة.