⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية : شؤون وشجون للطيب قسم السيد
من قصص الاستقلال.. 19 ديسمبر 1955 .
في اليوم التاسع عشر من ديسمبر من كل عام، يحتفل شعب السودان ، بالذكرى إعلان استقلال السودان من داخل برلمان ذلك الزمان.. تلكم الملحمة القيمية، التاريخية التي صادفت ضحى الإثنين 19 ديسمبر عام 1955م ، حينما اجتمع مجلس النواب في الجلسة رقم (43) عند العاشرة صباحاً، وتبنى، مقترحا تقدم به العضو البرلماني عبدالرحمن محمد إبراهيم، (دبكة) نائب دائرة نيالا غرب،
وتمت تثنية المقترح من قبل نائب دار حامد غرب، مشاور جمعة سهل، بإعلان استقلال السودان من داخل البرلمان وكان ذلك عند العاشرة صباحاً من يوم الإثنين الموافق 19 ديسمبر من العام 1955م .
عندها طلب عضو البرلمان عبد الرحمن محمد إبراهيم، دبكة نائب دائرة بقارة نيالا غرب، فرصة لمخاطبة المجلس ليقول بصوت جاهر:- سيدي الرئيس :- “أرجو أن اقترح الآتي: أن نقدم خطابا إلى معالي الحاكم العام بالنص التالي “نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تخطروا دولتي الحكم الثنائي بهذا الإعلان فوراً”.
بعده طلب العضو مشاور جمعة سهل نائب دار حامد غرب الفرصة ليقول “أقدَّر مدى الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه،، في جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرف،، تاريخ هذه البلاد المجيدة، وسوف تكون حداً فاصلاً بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق .
أثَّنى المقترح وأهنئ زملائي النواب بهذا التوفيق وأهنئ الشعب السوداني بفجر الحرية الذي يطل اليوم من هذه القاعة”
لم ينتظر العضو المثني مشاور جمعة سهل عملية الاقتراع علي المقترح.. بل بادر بتهنئة الأعضاء والشعب، بما عناه المقترح كأنه أصبح امرا واقعا.. وهذا دليل ايمان وثقة بان ما قدم سيكون محل اجماع كل الاعضاء.
ثم تحدث الزعيم الأزهري وقال قولته المشهورة ” اليوم نعلنها داوية ومن داخل هذا البرلمان أن السودان بات حراً مستقلاً بكل حدوده الجغرافية”
لقد كتب في تاريخ السودان فصل جديد، حينما اجتمعت كلمة السودانيين على إجلاء المستعمر ، وإعلان الاستقلال من تحت قبة البرلمان ، حيث كان القرار الذي أجمع عليه جميع النواب بأن يعلن باسم الشعب السوداني أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة.
وجاءت كلمة النائب عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة نائب دائرة بقارة نيالا غرب مبتدررا بالقول :-
” سيدي الرئيس ، أرجو أن اقترح الآتي: أن نقدم خطابا إلى معالي الحاكم العام بالنص التالي نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الامتثال لهذا الإعلان فوراً «يسرني أن أتقدم بهذا الاقتراح العظيم في هذه اللحظة التاريخية الخالدة بعد أن اجتمعت كلمة الشعب السوداني المجيد على الاستقلال الكامل والسيادة المطلقة، للسودان ومصلحة البلاد العليا وفي اجتماع كلمة الأحزاب والهيئات السودانية عند هذه الغاية الوطنية الكريمة وفي هذا الإجماع الرائع الشامل لجميع أعضاء البرلمان ممثلاً في هذا المجلس الموقر على إعلان استقلال السودان من هذا المنبر الشريف “.
ترى كم نحن محتاجون لقلوب بنقاء أولئك الرجال الأوفياء النجباء الحادبين على حقوق الشعب ومكتسبات الوطن وعقول حكيمة، مثلها مترعة بالحكمة، ناضحة بكل ما يوحد الصف ويجمع الكلمة وينبذ التفرق والتشظي،،و يبلور الحاضر ليؤمن المستقبل.
كم نحن محتاجون لمثل تلك الروح وذلك الإقدام،،ونحن على أعتاب الخلاص من آثار وتداعيات أخطر واقذر مؤامرة، تعرضت لها بلادنا بتدبير خارجي ،إقليمي ودولي استهدف سيادتنا ووحدتنا، وحضارتنا وهويتنا.
ان ذكري استقلال السودان المجيدة تمر علينا هذا العام، وبلادنا وديارنا، وشعبنا، منهك من ويلات حرب قاربت العالمين سبقتها إشارات وارهاصات، واشعلتها مؤججات، نسجت خيوطها تنازلات ومؤامرات، استفحلت، بغفلتنا، واستعرت لغفوتنا،،وقصور في بعض مسلكنا..و اخفاق لبعض قادتنا،،،فكانت الحصيلة المفزعة المحزنة، ذلكم الدمار الانتهاك والحصار.. الذي طال او كاد يدمر كل البنيات والمؤسسات، ويغرق بلدنا وشعبنا في موجات تراجع كادت تحيله إلى رفاة.
اللهم توج رمي جيشنا،، ووحد صف شعبنا..وحقق برمي جبروتك نصرا عزيزا لنا.. يزيل ماحاق وطال امننا، فأنت نعم المولى ونعم النصير ربنا.
وكل عام وانتم بخير