
⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية : الأستاذ /عصام حسن يكتب من سيرة البراء بن مالك إلى ساحات القتال: قصة لواء سوداني بطولي
في خضم التحديات التي واجهها السودان في السنوات الأخيرة، برز لواء البراء بن مالك كواحد من أبرز الوحدات العسكرية التي حملت على عاتقها مهمة الدفاع عن السيادة الوطنية والكرامة الشعبية. كان لهذا اللواء دور محوري في معركة الكرامة، التي شكلت نقطة تحول في مواجهة مليشيا آل دقلو الإرهابية المدعومة إماراتياً. هذه المعركة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت اختباراً لإرادة الشعب السوداني في التصدي للتدخلات الخارجية والمحاولات الرامية لزعزعة استقرار وأمن البلاد.
التهديدات الداخلية والخارجية
مع تصاعد التوترات في المنطقة، برزت مليشيا آل دقلو الإرهابية كأحد أبرز مصادر التهديد للأمن القومي السوداني. هذه المليشيا، التي تلقت دعماً مالياً وتسليحياً من دولة الإمارات العربية المتحدة، سعت إلى زعزعة الاستقرار في البلاد من خلال شن هجمات إرهابية واستهداف المدنيين والبنية التحتية. كانت هذه الجماعة تعمل كذراع تنفيذي لمصالح خارجية تسعى إلى تحقيق أهدافها على حساب الشعب السوداني ومُقدراته.
في هذا السياق، أصبحت مواجهة هذه المليشيا ضرورة ملحة للحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها. ومع تصاعد التهديدات، برز لواء البراء بن مالك كقوة عسكرية فاعلة قادرة على التصدي لهذه التحديات بكل حزم وإصرار.
لواء البراء بن مالك: تأسيسه وروحه العقائدية
تأسس لواء البراء بن مالك على أسس وطنية مستوحاة من سيرة الصحابي الجليل البراء بن مالك، الذي عُرف بشجاعته الفائقة وإقدامه في المعارك. كان البراء بن مالك رمزاً للتضحية والفداء في سبيل الدفاع عن الحق والعدل، واستلهم قادة اللواء من هذه الروح التاريخية العزيمة والإرادة لمواجهة التحديات المعاصرة.
تميز اللواء بانضباطه العسكري العالي وتدريبه المتقن، مما جعله قادراً على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة بفعالية كبيرة. كما تمتع أفراده بروح معنوية عالية، مستمدة من إيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم وضرورة الدفاع عن وطنهم.
معركة الكرامة: المواجهة الحاسمة
كانت معركة الكرامة واحدة من أبرز المحطات التي أظهرت فيها قوات لواء البراء بن مالك كفاءتها العسكرية وقدرتها على التصدي للتحديات الكبيرة. في هذه المعركة، واجه اللواء مليشيا آل دقلو مساندا للقوات المسلحة في سلسلة من المواجهات العنيفة التي شهدت تكتيكات عسكرية متقدمة ظهرت انتصارات في محاور القتال المختلفة .
قاد لواء البراء بن مالك هجمات مضادة استهدفت مواقع استراتيجية للمليشيا، مما أدى إلى إضعافها بشكل كبير. نجح على اثرها في استعادة عدة مناطق كانت تحت سيطرة المليشيا، مما ساهم في تحجيم نفوذها وإعادة الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق. كما تميزت عمليات اللواء بدقتها العالية، مما قلل من الخسائر في صفوف المدنيين وحافظ على البنية التحتية.
النتائج والإنجازات
تحقيق انتصارات ميدانية: نجح لواء البراء بن مالك في تحقيق انتصارات كبيرة على أرض المعركة، حيث استعاد عدة مواقع استراتيجية كانت تحت سيطرة المليشيا. هذه الانتصارات ساهمت في تقليص نفوذ المليشيا وإضعاف قدراتها العسكرية.
رفع الروح المعنوية: كان لدور اللواء في معركة الكرامة أثر كبير في رفع الروح المعنوية للجيش الوطني والشعب السوداني فأصبح اللواء رمزاً للمقاومة والصمود، مما عزز من إرادة الشعب في مواجهة التحديات. وأكد لواء البراء بن مالك من خلال مواقفه البطولية أن السودان لن يكون ساحة مفتوحة للعبث بمقدراته أو استقراره وحمل اللواء رسالة واضحة مفادها أن الشعب السوداني قادر على التصدي لأي محاولات تستهدف سيادته وكرامته. كما شدد على أهمية التكاتف الوطني كأساس لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
*درس في الشجاعة والتضحية*
يظل لواء البراء بن مالك رمزاً للمقاومة والصمود في وجه الظلم والطغيان. دوره البطولي في معركة الكرامة ليس مجرد فصل من فصول التاريخ العسكري، بل هو درس في الشجاعة والتضحية يستلهم منه الشعب السوداني قوته وإرادته.
في النهاية، يبقى لواء البراء بن مالك شاهداً على أن الإرادة الوطنية قادرة على تجاوز كل التحديات، وأن الشعب السوداني، بكل مكوناته، قادر على الحفاظ على وطن مستقل يحفظ كرامته وسيادته. هذه هي الرسالة التي حملها اللواء، وهي رسالة تبقى خالدة في قلوب كل من يؤمن بالحرية والعدل