أعمدة الرأي

⭕ شبكة مسارب | افياء | ايمن كبوش | مباراة اعتزال لرموز وكهول المؤتمر الوطني.. !

⭕ شبكة مسارب | افياء | ايمن كبوش | مباراة اعتزال لرموز وكهول المؤتمر الوطني.. !

# قلت له: عندما اشتد المد (الثوري) المعادي للنظام، المصنوع بدبابير بعض المتنفذين من الاسلاميين والوطنيين، كنت اقول للكثيرين أن الحزب الذي حكم البلاد لثلاثين عاما لم يكن يملك ما يسنده غير (المؤسسة العسكرية) التي سوف ينحاز قادتها الكبار لمؤسستهم الام على حساب الحزب الذي لن تصمد دفاعاته أمام أي (ماتش حقيقي) وستؤكد الايام أنه لم يكن مؤهلا، بالممارسة، لإقامة مجتمع الكفاية والعدل ما بين السودانيين، لذلك عندما (دقت المزيكا) اكتفى (ملكية الحزب) برسالة نصية قصيرة تقول: (نرجو منكم ضبط النفس، نحن نبارك هذه الخطوات وهذا التغيير)، بعدها انحرفت الخطة واطيح باسلاميي المجلس العسكري ب(بوت) المتمرد حميدتي والتدخلات الخارجية الاماراتية، مثلما اطيح بالجنرال المرتبك (ابن عوف)، وقتها كان قادة الحزب يتفرجون على الورثة الجدد للسلطة والحكم في انتظار أن تمطر السماء ذهبا، ولم يكن ورثتهم الا جحافل الفشل بقيادة حمدوك وعمر مانيس ومدني عباس مدني وخالد سلك وإبراهيم الشيخ ولينا الشيخ وولاء البوشي وحاجة عائشة واسماء وزيرة الخارجية ومريم الصادق.
# تلك ايام مضت، ولم تمض، ومازال (أهل الوطني) في غيهم القديم الذي يمنعهم من تقييم المواقف بهدوء أهل الخبرات الطويلة الممتازة، مازالوا يمارسون (رقصة الهياج) عند اي نازلة، فيرفعون أصواتهم عاليا في مواضع لا تستحق الضجيج، وهم الذين جبنوا يوم أن تحركت ناقلات جنود وصراصر المتمرد حميدتي لكي تقبض على كتائب الشيخ احمد هارون التي جاءت من شمال كردفان لتفض اعتصام القيادة العامة، لم يظهر من الذين يجعجون الان احد، خاصة اولئك الذين كانوا في السلطة، وهاهم اليوم يخرجون من المخابئ ليحدثوا الناس عن كسبهم وجهادهم وما دروا بأن السنوات القليلة الماضية لم تغير فيهم شيئا وان الساحة أصبحت ملكا للشباب من لدن المصباح إلى أويس غانم، والكبار مازالوا بدقتهم القديمة حيث ينظرون لما هم دونهم من ابراجهم العالية وينسون تماما أن من ينظر اليك من ادنى، أيضا يراك صغيرا.
# لم يكن حكم المؤتمر الوطني هو الحكم الراشد الذي ينبغي على السودانيين البكاء عليه، وان اردنا تعديد الأخطاء وعدم الاعتراف بها حتى الآن لضاقت هذه المساحة.. ولكن دعونا نذّكر من ينسون بأن دفاعنا في الزمن الضائع عن فترة المؤتمر الوطني في زمن ورثته الجدد، ايامها، كان مسببا بأن البديل غير موضوعي وان الثورة المصنوعة استبدلت تمكينا بتمكين بعد الجهد، وقد أثبتت الأيام تلك المزاعم، لذلك أعود إلى ما كتبته في يوليو 25, 2019 بصحيفة (اليوم التالي) الغراء: (هناك كثير من الكلام، ما كان لنا ان نقوله، لان لا احد سيقبله، او يصدقه ويتعايش معه، اثناء تلك الاحداث التي تلت “انقلاب” ١١ ابريل الذي اطاح بعمر البشير، بعد ثلاثين عاما من الحكم الرئاسي المطلق.. وعدم القبول، او التصديق هذا، في ظني، مولود طبيعي، وموضوعي لحماس الثورة الذي تعمق في وجدان كل ثائر، بمبدأ ثقافة “لا اريكم… الا ما ارى”.. كثيرون، منا، وفينا، لا يقبلون القول بان الاطاحة بعمر البشير، صناعة “كيزانية”.. محبوكة التخطيط، سريعة التنفيذ، مبتدأها الحزب، وخبرها قوش واللجنة الامنية، وهي صناعة بدأت بتضييق الخناق على البشير بحبل الاقتصاد.. وتجفيف العملة التي نافست الحزب الشيوعي السوداني في البقاء طويلا تحت الارض، لا وجود لها في البنوك ولا في الصرافات ولا حتى في عمليات البيع والشراء.. فمضى السيناريو المرسوم بعناية الى ان انتهى بابتعاد الصقور عن الرئيس الذي وصل به الحال الى تعيين حكومة من الحمائم، اسخف من ان يكتب عنها التاريخ، حكومة هزيلة، مشوهة، اختارها البشير لتكون آخر قشة يمكن ان يتعلق بها لتنقذه من الغرق، فأخذت بيديه وغرقت معه… بينما كان الاسلاميون يبتسمون، فقد كانوا يقولون، قبلا، ان ٢٠٢٠ سيكون حلما سيداعب اجفان البشير ثم يختفي.. حتى اللحظة، كسب المؤتمر الوطني رهانه على ضعف الاطراف المتصارعة على وراثة البشير، واختار ان يكون مراقبا في اللعبة السياسية، رافضا لكل الدعوات الاستفزازية التي قدمت له للخروج.. ويبدو انه قد درس خصومه جيدا لذلك مازال يلعب على الوقت.. ويمسك بعصاة كل شيء.. ومفاتيح كل شيء بما فيها مفاتيح الاقتصاد الذي تتجنب قوى الاعلان الحديث عنه.. وهي قوى، حتى اختبار اللحظة، الساعة وزحف الايام، بينت للناس بانها لا تملك ما تقدمه للشعب السوداني، غير الكلام والاجتماعات المنعقدة والمنفضة على “مافيش”.. والشعب لا يهمه كثيرا ان اصبح حمدوك رئيسا لمجلس الوزراء او وزيرا للمالية، او حاز الدقير على عضوية المجلس السيادي، ولكن يهمه جدا ان يحدث التغيير المنشود الذي قدم لاجله الكثير من التضحيات والارواح، صحيح ان التغيير الى الاحسن لن يحدث بين غمضة عين وانتباهتها.. ولكن ما يجري الان لا يبشر بأي خير قادم، بعد ان اكد الطرفان، المجلس العسكري، وقوى الاعلان بان ما يجري حاليا يشبه لحد كبير ما يمكن ان يجري في اي مسرح تجريبي في مدرسة ابتدائية.. يضج بهواة السيناريوهات والتمثيل والاخراج.. ويخلو تماما من ادنى حبكة درامية تستحق المتابعة، هذا هو حالنا مع الطرفين، والمؤتمر الوطني يبتسم وينسجم مع الواقع الكئيب الذي نخشى ان يُجبر العامة على الهتاف غدا.. ضيعناك وضعنا وراك.. يا بشة..)
# اخيرا اقول.. على عضوية الحزب الاسلامي العريض، أن تشرع في إقامة مباريات اعتزال لكهول ورموز التنظيم بدلا عن (جعجعة) قروبات الواتساب التي لا تخيف أحدا.. يكفي أنه عندما (دقت المزيكا) لم يظهر إلا البسطاء من الاسلاميين على رأسهم مهند الشيخ الامين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى