أعمدة الرأي

نميري في ذاكرة الأمة السودانية: إرث الثورة وبصمة القائد”

شبكة مسارب الضي الإخبارية
بقلم: أبو بكر يعقوب
الأمين العام المكلف للحزب الاشتراكي السوداني الديمقراطي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”
صدق الله العظيم.

 

في مثل هذا اليوم، نُحيي ذكرى ثورة 25 مايو المجيدة، التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث، وأسست لتحولات كبرى شملت الاقتصاد والسياسة والمجتمع، بقيادة رجل الدولة المشير جعفر محمد نميري، أحد أبرز القادة الذين خلّدوا أسماءهم في سجل النضال الوطني والتنمية.

 

جعفر محمد نميري، وُلد في أم درمان عام 1930، وتخرّج في الكلية الحربية السودانية. تولّى رئاسة السودان بعد نجاح ثورة مايو عام 1969، وظل في الحكم حتى عام 1985. عُرف بقراراته الجريئة، وسعيه لتحديث الدولة السودانية، خصوصاً في مجالات الزراعة، والبنية التحتية، والصناعة، والخدمات العامة، ما جعله يحظى بتأييد واسع في فترات مختلفة من حكمه. توفي في 30 مايو 2009 عن عمر ناهز 79 عامًا، وترك خلفه إرثًا سياسيًا وتنمويًا لا يزال محل نقاش وتقدير.

 

في هذه الذكرى الوطنية الخالدة، نُعبّر عن فخرنا واعتزازنا بما أنجزته الثورة، ونُحيي أرواح شهدائها وكل من شارك في بناء السودان الحديث. كما نُثمن التضحيات الكبيرة التي قدّمها المشير نميري، الذي ظلّ صادقًا مع وطنه حتى آخر لحظة في حياته.

 

لقد تجاوز أثر المشير جعفر محمد نميري حدود الساسة ، فاسمه حاضر في ذاكرة الامة السودانية  كرمز للقائد الوطني المستقل، الذي واجه التحديات الإقليمية والدولية بثبات، وسعى لبناء نموذج تنموي سوداني الهوية. وقد حظي باحترام واسع في الأوساط العربية، نظرًا لمواقفه القومية والتزامه بقضايا التحرر والوحدة، ما جعله جزءًا من سردية الزعامات التاريخية في العالم العربي. وبذا يستحق ان تاتي ذكراه بحجم كبير من الاحتفالية تجديدا للحب ..لكن هذا العام الوضع يختلف ..

 

وتمر الذكرى هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها بلادنا منذ عام 2019، وقد اشتدت حدّتها منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023، الذي أفضى إلى نزوح ولجوء الملايين من أبناء شعبنا. ومع ذلك، فإننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن السودان قادر على تجاوز محنته، والعودة إلى مسار الاستقرار والتنمية.

 

كما نُجدّد في هذه المناسبة دعمنا لقواتنا المسلحة، التي تقف اليوم سدًا منيعًا في وجه الفوضى والمليشيات. ونؤكّد أنه لا مكان للمليشيات في مستقبل السودان، لا على الصعيد السياسي ولا العسكري.

 

ورغم التحديات، فإن احتفالاتنا هذا العام ستقتصر على نشر بيانات ومنشورات تُذكّر الأجيال بما تحقق في ظل ثورة مايو، من تنمية متوازنة وإنجازات لا تزال ماثلة في مختلف أرجاء الوطن.

 

كما نُعلن عن تنظيم فعالية تأبينية يوم 30 مايو الجاري، في بيت السودان بالقاهرة، إحياءً لذكرى رحيل القائد الراحل المشير جعفر نميري. وهي دعوة لكل الوطنيين والمحبين للتاريخ السوداني لتجديد العهد مع القيم والمبادئ التي أرساها.

 

في الختام، نُحيي شباب السودان الصامد، ونُعاهد شعبنا على مواصلة النضال من أجل وطنٍ حرّ، موحّد، وديمقراطي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى