
⭕ شبكة مسارب الضي الإخبارية
*متابعات : دكتور محمد تبيدي*
*السيطرة على الدبيبات لها أبعاد عسكرية وجغرافية دقيقة*
السيطرة على مدينة الدبيبات الاستراتيجية في جنوب كردفان تمثل نقطة تحول مهمة في ديناميكية الصراع بالمنطقة، ولها أبعاد عسكرية وجغرافية دقيقة، يمكن تلخيصها فيما يلي:
– *قطع خطوط الإمداد الرئيسية*
تعتبر الدبيبات حلقة وصل محورية في شبكة طرق تمر عبرها قوافل الإمداد من مناطق الفولة والمجلد مرورًا بأبو زبد إلى الدبيبات ثم البنا الجديد، وصولًا إلى جنوب الأبيض على بعد نحو 100 كيلومتر. بالسيطرة على الدبيبات، ينقطع هذا المسار الحيوي أمام قوات المعارضة، مما يربط جنوب كردفان بحصار فعلي منذ العامين الماضيين، ويقلص قدرات عبد العزيز الحلو وقواته على إعادة تموين مواقعهم في الجنوب.
– *تحييد قوات عبد العزيز الحلو*
تتعرض قوات حلو المحاصرة منذ عامين لضغط مضاعف مع فقدان الدبيبات، إذ أن استيلاء الجيش على هذه المدينة “البوابة الرئيسية لجنوب كردفان” يُعيق إمكانية تحرك هذه القوات بين ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، ويحدّ من قدرتها على التنقل والتجميع والتنسيق العسكري عبر الطريق الدولي.
– *تهيئة الطريق نحو أبوزبد والنهود وبارا*
بفضل موقع الدبيبات على مفترق طرق استراتيجي، يصبح الطريق مفتوحًا أمام الجيش لشن هجمات موازية على أبوزبد والنهود وبارا. فالسيطرة على الدبيبات تمثل “خطوة الإقفال” على الجبهات المحيطة بهذه المدن، مما يسهل التخطيط والتموضع لمعارك اقتحامية قادمة بإسناد لوجستي أقرب.
– *فك الحصار عن جنوب كردفان*
من منظور دفاعي وسياسي، تعني استعادة الدبيبات رفع الحصار المفروض على مناطق جنوب كردفان منذ فترة طويلة. فالمدينة كانت تضطلع بدور القطب اللوجستي والحضاري، وعزلها عن بقية الولاية يعني تجفيف مصادر الإمداد الغذائي والطبي، بالإضافة إلى التأثير على السكان المدنيين، من حيث نقص الخدمات الأساسية والأمن الغذائي.
تكتسب المعركة على الدبيبات أهميتها من كونها النقطة الفاصلة بين الشمال والغرب والجنوب في ولاية كردفان، كما أنها تمثل مدخلاً أساسياً لاستكمال تقدم الجيش نحو بقية المحاور الحرجة (أبوزبد والنهود وبارا). إن استعادتها يغيّر موازين القوى لصالح الجيش، ويقضي عمليًا على القدرة اللوجستية لقوات عبد العزيز الحلو، وربما يختصر الطريق نحو إنهاء التمرد المسلح في جنوب كردفان، مع فتح آفاق جديدة للتهدئة أو العمليات العسكرية الختامية.
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة